من السنن المهجورة "حمل الجنازة على الأعناق والإسراع بها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق )
[ صحيح البخاري :1314
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صحالة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) صحيح البخاري :1315
وجاء في كتاب أحكام الجنائز للشيخ الألباني -رحمه الله -
حمل الجنازة واتباعها
43 - ويجب حمل اجنازة واتباعها، وذلك من حق الميت المسلم على المسلمين، وفي ذلك أحاديث، أذكر اثنين منها: الاول: قوله صلى الله عليه وسلم: " حق المسلم (وفي رواية: يجب المسلم على أخيه) خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ".
أخرجه البخاري (3 / 88) والسياق له، ومسلم (7 / 3) بالرواية الثانية وابن ماجه (1 / 439) وابن الجارود (261) وأحمد (2 / 372، 412، 540)، وقال في رواية له: " ست ".
وزاد: " وإذا استنصحك فانصح له "، وهي رواية لمسلم أيضا، أخرجوه كلهم من حديث أبي هريرة.
وفي الباب عن البراء بن عازب عند الشيخين وغيرهما.
الثاني: قوله أيضا: " عودوا المريض، واتبعوا الجنائز، تذكر كم الاخرة ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4 / 73) والبخاري في " الادب المفرد " (ص 75) وابن حبان في " صحيحه " (709 - موارد) والطيالسي (1 / 224) وأحمد (3 / 27،32، 48) والبغوي في " شرح السنة " (1 / 166 / 1) من حديث أبي سعيد الخدري.
قلت: وإسناده حسن.
وله شاهد من حديث عوف بن مالك بدون الجملة الاخيرة.
رواه الطبراني.
راجع " المجمع " (2 / 299).(ص86 -87 )
وأما حمل الجنازة على عربة أو سيارة مخصصة للجنائز، وتشييع المشيعين لها وهم في السيارات، فهذه الصورة لا تشرع البتة، وذلك لامور: الاول: أنها من عادات الكفار، وقد تقرر في الشريعة أنه لا يجوز تقليدهم فيها.
وفي ذلك أحاديث كثيرة جدا، كنت أستوعبتها وخرجتها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة "، بعضها في الامر والحض على مخالفتهم في عباداتهم وأزيائهم وعاداتهم، وبعضها من فعله صلى الله عليه وسلم في مخالفتهم في ذلك، فمن شاء الاطلاع عليها فليرجع إليه (2).
الثاني: أنها بدعة في عبادة، مع معارضتها للسنة العملية في حمل الجنازة، وكل ماكان كذلك من المحدثات، فهو ضلالة اتفاقا.
الثالث: أنها تفوت الغاية من حملها وتشييعها، وهي تذكر الاخرة، كما نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم في أول هذا الفصل بلفظ:"...واتبعوا الجنائز تذكركم الاخرة ".
(أحكام الجنائز ص :99 )