السؤال :
يقول السائل : هل يجوز الحلف بالمصحف ؟
-
الجواب :
"من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
" كما قال صلى الله عليه وسلم ، من أراد أن يحلف فليحلف بالله عزّوجلّ ،
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بالطواغيت وبالآباء وبغيرهما ،
وقال " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"
والقرآن كلام الله ، إذا حلف به الإنسان ،
لا نقول : أشرك ،ولكنه خالف هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي كان يقول في حلفه : " لا والذي نفسي بيده
" ما كان صلى الله عليه وسلم يحلف إلا بالله ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يحلف بالقرآن ولا بغيره .
فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى ، وإذا حلف به مسلم لا نقول : أشرك ،
ولكن ينبغي أن نقتدي بالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا )) [ الأحزاب : 21 ] .
فمن أحب رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأحب هذا القرآن فعليه أن يتأسى برسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
المصحف متضمن للقرآن ، وإن كان من ورق وحبر وما شاكل ذلك مما يكتب به القرآن ،
وهو متضمن لكلام الله ، كلام الله فيه ، الكتابة غير المكتوب ،
القرآن يُحفظ في الصدور بارك الله فيكم والصدر غير القرآن الذي في الصدر ، الحافظ غير المحفوظ والكتابة غير المكتوب .
لكن هو يحلف به لأنه تضمن كلام الله ، يحلف بالمصحف لأنه تضمن كلام الله ، هذا فهمه ، لأن فيه القرآن.
ومن هنا لا يقال لمن حلف بالمصحف :إنه قد أشرك ، ولكن نقول : إنه قد خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم وهديه .
_~~~~~~~~~~_
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله
[ ج 2 ص 477 ] .