بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل
(24)- عن عبْد اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) ( أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ". )
مناسبة الحديث:
بيان فضل بعض أعمال الإسلام على بعض، ومنها إطعام الطعام وإفشاء السلام.
التعريف بالراوي:
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي، أبو محمد وقيل: أبو عبد الرحمن، وأمه: رائطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة.
وفي البُخارِيّ عَن أبي هريرة ما أجد من أصحاب رسول الله (صَلى الله عَلَيه وسَلم) أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عَبد الله بن عَمرو فإنه كان يكتب.
قال أحمد بن حنبل: مات ليالي الحرة، وكانت في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وكان موته بمكة، وقيل: بالطائف، وقيل: بمصر، وقيل: بفلسطين.
معاني المفردات:
قوله: "أي الإسلام خير؟": أي خصال وأمور وأحوال الإسلام خير.
قوله: "تطعم الطعام": يعني من احتاج إليه.
قوله: "وتقرأ السلام": إلقاء السلام.
قوله: "على من عرفت ومن لم تعرف": تسلم على من لقيته، ولا تخص ذلك بمن تعرف.
المعنى الإجمالي:
يبين الحديث خصلتين من أهم شعب الإيمان، وأبرز خصال الإسلام، إطعام الطعام، وإفشاء السلام، إذ بهما يكون التآلف والإخاء، وهما سبيل توحد الأمة الإسلامية وجعلها كالجسد الواحد، حيث يتعاون أعضاؤها على الخير، ويتكاتفوا على دفع الضرر عنها، ويشد بعضهم بعضًا تحقيقًا لتماسكها ووحدتها.
إن الإسلام دين ودنيا، بل إن دنياه مزرعة لدينه، ودينه لخير دنياه وأخراته، إنه يضع قواعد المجتمع السليم، والمدينة الفاضلة، في خصلتين اثنتين وما أسهلهما، وما أيسر أداءهما، وما أعظم نفعهما، وما أكبر أثرهما! إنهما التعاون المالي والبدني، إنهما إطعام الطعام، تعميم الأمن والأمان ببذل السلام.
لذلك لما سئل الرسول (صلى الله عليه وسلم): أي خصال الإسلام خير يا رسول الله؟ لنتسابق إليها، ونحرص عليها فوق حرصنا على غيرها، فكان الجواب منحصرًا في جملتين: تطعم الطعام، وتقرأ السلام، ليؤكد الروابط بين طبقات المجتمع السليم، ويدرأ غوائل الإحن والأحقاد، ولتزداد المودة والمحبة بين الخلان.
فإطعام الطعام يضمن تحقيق الأمن لنفسك، ويبقى عليك أن تؤمن من معك، فاقرأ السلام وأعط الأمان لكل من تلقاه، وسلم على من تعرف ومن لا تعرف، لتتقارب النفوس المتباعدة، وتتجاوب القلوب المتنافرة، وتتعارف الأرواح
ما يؤخذ من الحديث:
1– الحث على إطعام الطعام؛ لأنه فيه نفع للمحتاجين، وتوطيد المحبة بين الناس.
2– إفشاء السلام يدل على خفض الجناح، ويحقق التعارف والتآلف بين المسلمين.
3– العمل على نفع المسلمين بالفعل والقول.
4– إخلاص العمل، وتجنب المصانعة والملق.