فضل السنة:
السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن العظيم قال صلى الله عليه وسلم (اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وسنتي) رواه الإمام أحمد في مسنده (4/130).
وقال صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا أحدهم أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردوا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيها) سنن الترمذي (3720).
والسنة ما هي إلا وحي من عند الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى.إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(النجم: 3 و4).
والرسول عليه الصلاة والسلام بلغ هذا الوحي للناس فيما اُمِرَ به ونـُهي عنه ، والسنة تفسر القرآن وتوضحه ، فتفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عامه وقد تنسخ بعض أحكامه ، وقد تأتي بأحكام زائدة على ما في القرآن ، قال تعالى: {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وكان فضل الله عليك عظيمًا} النساء:113
وقال تعالى:{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل 44
والأدلة الواردة على فضل السنة كثيرة ؛ وأول ما يجب علينا تجاه السنة النبوية أن نعتقد حجيتها، وأنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل وعلا، والبعْدية هنا في الفضل ، أما في الاحتجاج فحجية السنة كحجية الكتاب ، ومن واجبنا أن نعتقد أن كليهما وحي من عند الله جل وعلا . وقال صلى الله عليه وسلم (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ؛ قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال:ما أنا عليه وأصحابي ) الترمذي 2853
ورحم الله الحافظ ابن حبان حيث قال في مقدمة صحيحه كما في ترتيبه لابن بلبان برقم (36) ( وإن في لزوم السنة تمام السلامة ، وجماع الكرامة ، لا تطفأ سُرجها ، ولا تـُدحض حججها ، من لزمها عُصم ، ومن خالفها ندم ، إذ هي الحصن الحصين والركن الركين ، الذي بان فضله ، ومتـُن حبلـُه ، من تمسك به ساد ، ومن رام خلافه باد ، فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل، والمغبوطون بين الأنام في العاجل) وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في فتاويه (11/177) (اتباع السنة فيه الخير والبركة والسعادة في الدنيا والآخرة )