بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف نحفظ القرآن بطريقة"الإيمان قبل القرآن"
ليست هذه الطريقة بدعاً من الطرق ، و لكنها الطريقة التي أخبرنابها الصحابي جندب بن عبد الله رضي الله عنه فقال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلمو نحن فتيان حزاير(في قمة الفتوة)فتعلمنا الإيمان قبل القرآن ، ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً
و المعنى أنهم –رضوان الله عليهم- تعلموا المعاني الإيمانية التي تحملها آيات القرآن و تشبعت بها نفوسهم قبل أن يحفظوها ، ثم لما حفظوها زادتهم إيماناً مع إيمانهم ، و كان حفظ الآيات بالنسبة لهم نوراً على نور ... و لذلك سهُل عليهم العمل بما في القرآن و سهل عليهم إتباعه ولذا كانوا جيلاً فريداً قلب موازين القوة و الزعامة و السيادة ... كلها لصالحهم والتاريخ خير شاهد ... لقد صنعهم القرآن حتى صدق فيهم قول القائل :
كانوا قرآناً يمشي على الأرض .
هل تريد أن تكون قرآناً يمشي على الأرض؟
هل تريد أنتحفظ القرآن كما كان الصحابة يحفظونه ؟
لنرفع إذن شعار "الإيمان قبل القرآن"
لقد بدأ الصحابة -رضوان الله عليهم- أمر القرآن من أوله ، أي بدؤوابالانتفاع به و تحقيق المقصود منه و من نزوله .. ثم بعد ذلك كان الحفظ، و هذا ماجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه -وهو من هو- يحفظ البقرة في اثنتي عشرة سنة أي مايعادل آيتين أسبوعياً !!.. فهلا اتفقنا على أن الإسراع في الحفظ لن يكون هدفنا، بلزيادة الإيمان من خلال القرآن.
كيف كان الصحابة يحفظون القرآن ؟
يجيب على ذلك التابعيأبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله ، تلميذ ابن مسعودرضي الله عنه : ) إنما أخذناالقرآن من قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهنَّ إلىالعشرالأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل ، قال : فتعلمنا العلم و العمل جميعاً ، و أنه سيرث القرآن من بعدنا قوم يشربونه شرب الماء ، لا يجاوز هذا ، وأشار إلى حنكه
ترى هل يقصدنا نحن ؟ ... إن شاء الله لن نكون كذلك إذا سرنا على طريق الصحابة و اتبعنا منهجهم في الحفظ ، فإذا ما التزمنا بذلك و صبرنا عليه سنجد الثمرة إن شاء الله ولعلنا نصل إلى ما وصلوا إليه إن شاء الله فهم خير القرون بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تخرجوا من مدرسة القرآن و كان معلمهم خير خلق الله أجمعين و الذي كان)خلقه القرآن.
الطريقة :
أولاً: أن نأخذ عشر آيات في المرة الواحدة من الحفظ ، ثم لا ننتقل إلى العشر التي تليهن إلابعد العمل بما فيهن و حفظهن .
ثانياً : تبني طريقةالإيمان قبل القرآن و التي شرحها عبد الله بن عمر رضي الله عنه بقوله : ) لقد عشنابرهة من دهرنا و أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، فتنزل السورة على محمد فنتعلمحلالها و حرامها و أمرها و زجرها و ما ينبغي أن يوقف عليه منها .
إذاً سنودع تلك الطريقة القديمة من حفظ الألفاظ فقط والاهتمام بكمية المحفوظ و سنسير على درب الصحابة رضوان الله عليهم .
كيف سنحفظ ؟
القرآن كتاب هداية ، هكذا قال عنه منزله سبحانه و تعالى : { إن هذاالقرآن يهدي للتي هي أقوم } .. هذه الهداية لها جوانب متعددة تتناول كل ما يتصلبالإنسان و يصلحه من الداخل و الخارج ، و كل ما يعينه على تحسين علاقته بربه،
و بالناس و بأهله و بالمجتمع منحوله
و بالكون المحيط به و حتى بنفسه التي بينجنبيه
و سوف نوضح في السطورالقادمة
تلك الجوانب التي ركز عليها القرآن ، وتكررت
كثيراً في آياته ، بل لا تكاد سورة تخلو منبعض
هذه الجوانب مهما قصُرت .
هذه الجوانب عددها عشرة تحت عناوين :-
1- التعرف على الله سبحانه و تعالى و التعريف بواجباتالعبودية .
2- التعريف بالإنسان ) من هو الإنسان؟)
3- التعريف بالشيطان) من هو الشيطان ؟)
4- التعريف بقصة الوجود و الامتحان الدنيوي .
5- معرفة القوانين و السنن الحاكمة للكون .
6- التعرف على الكون المحيط بنا .
7- التعريف بحقوق العباد بعضهم على بعض .
8- العبرة من قصص السابقين .
9- التعريفبالرسول صلى الله عليه وسلم و بالرسالة .
10- لماذا لا يتبع الناس الحق؟
الكاتب: موقع الإيمان أولا