بسم الله الرحمن الرحيم
حقق قبل أن تحكم , ودقق قبل أن تصنف .. وتثبت قبل أن تنشر
المسلم مطالب بوجوب التثبت من الأخبار , وبخاصة الأخبار الكاذبة التي لا يعلم مصدرها , أو تكون من مصادر غير موثوقة , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.
من المهم دائماً أن نسمع، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي، وسواء سمعنا أم لا، فمن
المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، وأن «لا نقرأ كتاباً أبداً من عنوانه»
قال الإمام الحسن البصري - رحمه الله -: المؤمن وقاف حتى يتبين.
لا تحمدن أحداً حتى تجربه***ولا تذمنه من غير تجريب
فحمدك المرء ما لم تبله خطأ***وذمك المرء بعد الحمد تكذيب
ولذا حينما جاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقال له: أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: أسافرت معه في سفر طويل يسفر عن أخلاق الرجال؟، قال: لا، قال: أعاملته بالدينار وبالدرهم ـ الذي به يظهر ورع المرء من شرهه ـ؟ قال: لا، قال: لعلك رأيته في المسجد يمسك بالمصحف، يقرأ القرآن، يرفع رأسه تارة ويخفضها تارة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: اذهب فلست تعرفه، وقال للرجل: ائتني بمن يعرفه.إحياء علوم الدين 2/83.
عن سهل بن سعد الساعدي , قَالَ:مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رجل. فَقَالَ النبي : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : رأيك في هذا.نقول : هذا من أشرف الناس , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , أَنْ يخطب ، وَإِنْ شَفَعَ , أَنْ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ : أَنْ يُسْمَعَ لقوله , فسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم , وَمَرَّ رَجُلٌ آخر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : نقول : والله يا رسول الله , هذا من فقراء المسلمين , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , لمَ يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ , لاَ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ , أَنْ لاَ يُسْمَعَ لقوله , فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : لهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا.أخرجه البخاري 7/9(5091) و\"ابن ماجة\" 4120 .
قد يتسرع البعض بالحكم بما يوحيه المظهر الذي يراه امامه
قيل لما سافر الإمام الشافعي الى مدينة (سرمن رأى)ودخلها ومن شدة السفر كان عليه اطمار وثياب رثة وقد طال شعره واثرت مشقة السفر في هئيته فتقدم لاحد الحلاقين فلما رأى هئيته أستعذره وقال اذهب الى غيري فأشتد ذلك على الامام والتفت الى غلامه وقال ياغلام كم معك من النفقة ؟فقال الغلام عشرة دنانير قال ادفعها للحلاق فدفعها الغلام للحلاق ثم تولى الشافعي وهو يقول 0
عليُ ثياب لو يباع جميعها *** بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو يقاس بمثلها ** نفوس الورى كانت أجل وأخطرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده**إذا كان عضبا حيث أنفذته برى
إن بعض الناس قد لا ينتبه إلى تسرعه في الحكم على الناس .. هذا التسرع الذي قد يُعد من سوء الظن المنهي عنه .