-كلَ الناس يعرفون عمي موسى الحاج, ومن لا يعرفه فقد سمع به كل الناس من العامة والخاصة وذلك بسبب مرضه الشديد الذي لم يجد له الأطباء دواءا وأولاده في غرفته محيطون به مع أمهم وكأنهم قد يئسو من شفائه وهم ربما ينتظرون موته حتى يستريح ويسترحون هم من آلامهم وهم يشاهدونه يتألم ويصيح, بعدها بدقائق فقط يصيح الأب صيحة قوية فارق على اِثرها الحياة , بكت الزوجة على زوجها وبكى أيضا الأبناء على الفراق وأخبروا إمام القرية بذلك والأقرباء وسكان الحي كله, قامو بتغسيله وتكفينه وذهبو به إلى المقبرة وأول مافعلوه هو الصلاة عليه ثم قال لهم الإمام إرفعوه وخذوه إلى مكانه حتى ندفنه , وصلو إلى مكان القبر والناس ينظرون والأولاد يبكون ويبكون وفي جو يملأه الخشوع والهيبة وضعو عمي الحاج في القبر لكن حدث مالم يكن يتوقعه أي أحد , فقط وبعد بضع ثواني نهض عمي موسى وكأنه كان نائما نهض ونظر إلى الجميع لكن الحضور ماكان منهم إلا أن صاح بعضهم والبعض منهم قد فر هاربا وبقي آخرون ينظرون إلى الشيخ بدهشة وذهول ينتظرونه ماذا يقول , لكن عمي موسى لم يقل شيئا وبقي ينظر إليهم وكأنه ينتظر شيئا وبعد حوالي ربع ساعة من الزمن قال لهم أعطوني كأس ياغورت فذهب أحد أولاده بسرعة وأحظر له ما طلب, أمسك عمي موسى كأس الياغورت وأكله بسرعة فائقة وكأنه في عجلة من أمره , أكمله ورمى الكأس الفارغ ونام أو بالأحرى عاد إلى موته ,إندهش الناس من هذه الظاهرة لكن الإمام نظر إليهم وقال : أحمم بقي له كأس ياغورت في رزقه وها هو قد أكله أمامكم ورحمه الله برحمته الواسعة , إنفجر كم هائل من الناس بالضحك والقهقهة من هذا الشيخ العجيب والبعض الآخر من الناس العقلاء قالو: إنا لله وإنا إليه لراجعون.
--------------------------------------------------