الأقصوصة الأولى
تكامل غريب
مماطلات الحياة كثيرة، و هي في كل هذا تتساءل لم كل هذا الخداع و الصراع، بين قوسين فقلبها الصغير لا يقوى على هذا النوع من التعاملات...
فيما هي مستمتعة بتأملاتها للحياة، ز إذا بصوت عذب ينساب إلى مسامعها، ليوقظها، ليتخلل صمتها:
_ حبيبتي، ألن تكفي عن التفكير، و لو قليلا؟؟
_ ليتني أستطيع لكني لا أستطيع، تضيق علي الدنيا بما رحبت،
_ كيف تضيق بك و حبيبك بقربك؟؟...
_ ربما لولاك لما كنت هنا منشغلة في التفكير...
_ هوني عليك، العاصفة ستمر و خلال العاصفة لن تفارقي حضني،..
_ أحبك حبيبي...
بينهما تكامل غريب ينسيهما مشاكلهما...
*** *** *** ***
الأقصوصة الثانية
البقاء للأقوى
خذلها المنبه مرة أخرى و استيقظت على صوت الأطفال في الخارج، الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، و مقر العمل على بعد ساعة و نصف، رب العمل استحمل تأخرها مرات عدة أيستحمله هاته المرة؟؟ ماذا تفعل إذا كانت ظروف الحياة القاهرة تفرض عليها ما ليس في حسبانها؟؟، تنهي عملها اليومي في الثالثة زوالا، لتنطلق مباشرة إلى عملها المسائي، و منه لليلي، فلا تحصل من نومها سوى أويقات قليلة، فقط من أجل لقمة عيش لها و لإخوتها التسع، و زوجة ابيها الحقودة،...
تدخل على رب عملها، يصرخ بوجهها كالعادة، لكنه لن يقبل الإعتذار هذه المرة، ليجيبها ببرودة دم القاتل حين يطرح قتيله أرضا:
_ أنت مطرودة، استحملت دلعك كثيرا...
دارت الدنيا بها و صعقت من هول الفاجعة، أهذا هو الشخص الذي أوصاه أبي بي حين كنا أغنياء؟؟؟ هل التحول للفقر يحول نظرات الآخرين من احترام لتحقير؟؟؟ غادرت مكتبه و هي في حالة صدمة، قصدت بيتها من جديد، لتزيد زوجة أبيها طينتها بلة،...
فجأة انقلبت الموازين، ضغوط من كل جانب ليتها تعود طفلة، ليت والديها بجانبها... لما الحياة قاسية على أمثالها؟؟؟ لما و لما،.. نلقي هذا على جنب و يبقى الجواب البقاء للأقوى...