عادت السيدة منى من السوق تحمل معها سلتها الصغيرة الممتلئة بالموز و التفاح و التوت ووضعتها في المطبخ ثم صعدت الى غرفتها ...
بعد ثلاث ساعات من صعودها ،عاد زوجها من عمله متعبا ودخل المطبخ كعادته ليسلم عليها فلم يجدها و لم يشم رائحة طعام الغداء ..و لم يجد جهاز الرايدو مشغلا كما تعود في مثل هذا الوقت ...
وجد فقط سلة الفواكه على الأرض بمقربة من الثلاجة...نادها فلم ترد على ندائه و لفت انتباهه ورقة بيضاء صغيرة معلقة على باب الثلاجة مكتوب عليها سأتأخر قليلا ...ستجد الغداء في الثلاجة سخنه فقط و تغدى و لا تنتظرني.
لأول مرة في حياتهم الزوجية تخرج منى و تغادر البيت دون ان تتصل به هاتفيا... ؟؟!! قلق الزوج بشأن ذلك فاخرج هاتفه المحمول من جيبه ليتصل بها ، كان يرن لكن لم تكن ترد فازداد قلقه لكن فجأة لمح ضوء هاتف زوجته داخل سلة الفواكه كان في وضعية صامت..."هاتفها هنا و هي؟؟ أين تكون؟ و كيف سأجدها؟ و لماذا خرجت دون ان تتصل بي؟ هل حصل أمر طارئ؟؟ "
وتذكر سيارة منى فخرج مسرعا امام الباب فوجد السيارة في مكانها ....
فصعد الى غرفته ليجدها هناك على السرير، مغطاة كليا
"منى ؟؟ هل انت بخير؟؟ منى؟؟؟
فأخرجت رأسها من تحت البطانية و تبسمت...فقال لها زوجها أحمد:
كنت أظنك خارج البيت لأنك تركتي لي رسالة على باب الثلاجة"
فردت عليه " اه كنت قد خرجت و لكن لم أتأخر كما كنت أعتقد..." كنت عند الطبيبة و أخبرتني باني حامل
فاحمر وجه زوجها و لم يكن يعرف هل يفرح ام يغضب ام يحزن فرد عليها : ماذا قلتي؟؟؟ انت حامل؟؟؟
لكن...
فقاطعته :لكن رحمة الله واسعة ...
خرج و هو يرتجف من شدة الغضب و نزل مسرعا الى المطبخ كالمجنون ثم صعد من جديد الى الغرفة
و سألها مرة ثانية : هل انت فعلا حامل؟؟؟
فردت عليه : نعم نعم انا حامل....و أريد أن أحتفظ به
فرد عليها بصوت عال : لا لا مستحيل
ماذا سأقول الان لأمي ؟؟ كيف سأخبرها بالأمر ؟؟؟ و ماذا قال لنا الطبيب؟؟!!!
فقالت له منى مستغربة : كيف؟؟ مابك؟؟ و ما بال أمك؟؟؟ هل حملي يعتبر مشكلة بالنسبة لها؟؟
فرد عليها : انها تظن و تعتقد باني عاقر و غير قادر على الانجاب....أخبرتها بذلك
كي لا تفرق بيننا و كي لا تجبرني على الزواج بامرأة غيرك...ما شئت بان اخبرها بالحقيقة
فقالت له منى : فهمت الان سبب غضبها مني هذا الصباح، فهي أول شخص اخبره بخبر حملي و كاد ان يغمى عليها
و طردتني من بيتها.....
فرد أحمد :"مصيبة !!! مصيبة عظيمة وقعت فيها الان بسببك !!!
و غضبت منى قائلة : ما كان عليك ان تكذب....و بدأت تبكي...
ثم أضاف احمد : و الطبيب نصحك بعمل احتياطاتك كي لا تحملي لأنه خطر على صحتك لكنك عنيدة كالعادة...
*****
كان أحمد ينظر الى الجثة المغطاة بايزار و هو يبكي بحرقة : رحمك الله
رحمك الله يا غاالية...سامحيني على كل ما بدر مني ..
أه يا أمي !!!
و بينما كان أحمد يبكي قال له ابنه تيسير : لا تحزن يا ابي كلنا سنموت يوما ما ، انما
هذه الدنيا فانية ...أنا أيضا اشتاق لأمي الحبيبة ...
فقال احمد و هو يضم ابنه بقوة : أمك قررت ان تضحي بصحتها لتنجبك فالرغم من اصابتها الخطيرة
بالقلب لم تفقد الأمل و عاشت بعد ولادتك حتى صار عمرك 8 سنوات
ماتت و تركت لي ولدا طيبا مثلك...
لا اله الا الله محمد رسول الله