“سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك” هكذا بدأت الأسطورة.. حينها لم يكن الفريق البحثي الذي قام بافتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام 1922م يعلم ما سيحل به من كوارث عجيبة يحتار العلم في تفسيرها، لربما نظر الى تلك القليلة باستخفاف ومضي يكمل عمله.
كانت هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ”لعنة الفراعنة”، ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة. حيث ظل الاعتقاد السائد بأن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها، أما ما حدث لهذا الفريق البحثي فور فتح المقبرة فقد بدأ بعاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة. لكن هناك عالم ألماني فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك الشاب، توت عنخ آمون، ورغم أن هذا الملك لم تكن له قيمة تاريخية كبيرة أو منجزات تذكر في عهده، وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادى بالتوحيد، إلا أنه من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص حتى وصلت إلينا بعد ثلاثة وثلاثين قرنا سالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب، الشيء الواضح هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة لم يستطيع العلماء تفسيرها تفسير علمي واض
ح. فهل حقاً هناك ما يُعرف بلعنة الفراعنة؟
مقبرة الملك توت عنخ آمون الذي حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد قد اكتشفها االمنوفيين ومكتشفها الاصلى محمد زكريا منصور حيث ذهب محمد يوم 6 نوفمبر عام 1922م إلي سكرتيره “يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتى تجيء أنت بنفسك لتري وجاء السكرتير إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته وتقدم محمد زكريا وحطم الأختام والأبواب الواحد بعد الآخر حتى كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون. وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر، وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم “مقبرة العصفور الذهبي”، وجاء في كتابه ‘سرقة الملك’ للكاتب محسن محمد بأنه عندما سافر محمد زكريا إلي القاهرة ليستقبله سكرتيره، فوضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء، ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص، وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات، وعلي الفور قيل أن ‘اللعنة’ بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر، وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.
ولم يسلم محمد زكريا من لعنة الفرعون ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا وفي منتصف الليل تماما توفي محمد زكريا في القاهرة، والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة محمد زكريا وربطت صحف القاهرة بين وفاة محمد زكريا وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت، وقالت بعض الصحف الأخرى بأن إصبع محمد زكريا قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام، وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان لقد انتقم توت عنخ آمون.
توقع البعض أن تكون هناك فطريات قاتلة زُرِعت في المقابر المغلقة وتم إطلاقها في الهواء عندما فُتِحت، يفضل آرثر كونان دويل هذه الفكرة، ويتوقع أن الفطريات قد وُضِعت عمدًا لمعاقبة سارقي القبور. في حين أنه لا يوجد أي أدلة على أن مُسببات الأمراض هذه قد قتلت اللورد كارنارفون, إلا أنه لا يوجد شك بأن هناك مواد خطيرة تتراكم في القبور القديمة. ومع ذلك، في التركيزات الموجودة عادة ما تكون مسببات للأمراض الخطيرة فقط للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. وأظهرت عينات الهواء المأخوذة من داخل فتحات التابوت مستويات عالية من الفورمالدهيد والأمونيا وكبريتيد الهيدروجين، وهذه الغازات كلها سامة، ولكن تم اكتشافها بسهولة عن طريق روائحها القوية. كبريتيد الهيدروجين قابل للاكتشاف في تركيزات منخفضة حتى “100” والتي تكون بمثابة عامل عصبي على حاسة الشم الا
أن تركيز الـ ” 1000″ قادر على قتل الشخص لأول استنشاق.
إلا أن هذه لم تكن حالات الوفاة التي نسبت لمقبرة توت عنخ آمون فقط، ففي التاسع والعشرين من نوفمبر 1922 م فتح القبر اللورد كارنارفون، وهو الداعم المالي لفريق التنقيب وقد كان حاضر أثناء فتح القبر وقد توفي في 5 أبريل 1923 م بعد أن لدغته بعوضة فأصابته بالعدوى، توفي بعد فتح القبر بـ 4 أشهر و 7 أيام في الريفيرا الفرنسية.
وفي يوم 16 مايو 1923 م توفي “جورج جاي جو” بعد أن أصابتة حمى بعد زيارته للقبر. وتوفي الأمير المصري علي كامل فهمي في 10 يوليو 1923 قتلاً بالرصاص من قِبل زوجته. والعقيد المحترم أوبري هربرت عضو في البرلمان وهو أخ كارنارفون الغير شقيق أصبح أعمى تمامًا وتوفي في الـ 26 من سبتمبر عام 1923 م وذلك بسبب تسمم في الدم عن طريق عملية أسنان تهدف إلى استعادة بصره.
كذلك ولف جويل مليونير وزائر للقبر من جنوب أفريقيا قُتِل بالرصاص في جوهانسبرغ بتاريخ 13 نوفمبر 1923 م قتله المبتز بارون كورت فون ڨلتايم والذي كان اسمه الحقيقي كارل فريدريك.
وتوفي ارشيبالد دوغلاس ريد وهو الطبيب الذي قام بعمل الأشعة السينية لمومياء توت عنخ أمون، في يناير 1924 م من مرض
غامض.
وتوفي “لي ستيك” الحاكم العام للسودان، في 19 نوفمبر 1924 م حيث اغتيل أثناء القيادة في القاهرة. آرثر كراتندن ميس وهو عضو في فريق كارتر لتنقيب, توفي عام 1928 م بسبب تسمم الزرنيخ.
كذلك توفي ميرفين هربرت وهو الأخ الغير شقيق لـ”كارنارفون” والاخ الشقيق للسابق ذكره “أوبري هربرت” في 25 مايو 1929م
حسب ماجاء في التقارير بسبب ملاريا الالتهاب الرئوي.
ريتشارد بيثل السكرتير الخاص لـ كارتر توفي في 15 نوفمبر 1929 م بعد العثور علية مخنوق في سريره.