zerguit ..:: عضو ذهبى ::..
مشاركاتى : 450 نقودى : 1358 سمعتى : 3 التسجيل : 18/05/2015
| موضوع: بين الخوف والرجاء الأربعاء مايو 27, 2015 7:10 pm | |
|
الخــوف والرجـاء قال تعالى ( وأدعوه خوفا وطمعا ) أمر أن يكون الأنسان فى حالة ترقب وتخوف , حتى يكون الرجاء والخوف للأنسان كالجناحين للطائر يحملانه فى طريق الأستقامة .. الخوف من عقابه , والطمع فى ثوابه ـــ هناك من قال : العبادة مع الخوف أفضل من العبادة مع الرجاء ـــ وهناك من قال : العبادة مع الرجاء أفضل من العبادة مع الخوف لأن الخوف يورث القنوط والرجاء يورث المحبة , ومنهم الغزالى رحمه الله ـــ والتحقيق / يجب الجمع بين الخوف والرجاء والأعتدال فيهما .. فأن كان الأفراط فى الخوف يورث القنوط من رحمة الله تعالى , فالأفراط فى الرجاء يورث الأمن من مكر الله والتهاون فى العمل .......................... لابد لسالك طريق الآخرة من إفراده ربه بخوفه ورجائه ، فبذلك تستقيم أفعاله ، وتصلح أحواله وتحسين عاقبته ومآله ، فيبتعد عن الأمن من مكر الله – جل وعلا – والقنوط من رحمته ، إذ لا يقود إلى فعل الفضائل الموصلة إلى النعيم ، وترك الرذائل المردية في العذاب الأليم ، إلا خوف الله تعالى ، ورجاء رحمته .. ومن أجل ذلك كان الخوف والرجاء للإنسان ، بمنزلة جناحي الطائر قال أبو علي الروذباري :– الخوف والرجاء كجناحي الطائر ، إذا استويا استوى الطائر ، وتم طيرانه ، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص ، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت [ انظر مدارج السالكين 2/36 ] وقال الحسن البصري :– الخوف والرجاء مطيتا المؤمن [ انظر حلية الأولياء 2/156 ] قال تعالى : {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 قال تعالى : – ( قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) الإسراء56-57 ، وفي تفسير ابن كثير لقول الله الجليل " وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ " لا تتم العبادة إلا بالخوف والرجاء ، فبالخوف ينكف عن المناهي ، وبالرجاء يكثر من الطاعات ، وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين في سورة السجدة وأخبرهم عما لهم من الأجر العظيم ، فقال تعالى : {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة15-17. وقد أمرنا الله تعالى برجاء ثوابه الجليل ، والخوف من عقابه الوبيل ، (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف55-56 ـــ فى سنن الترمذي ، وابن ماجه عن أنس قال : دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على شاب ، وهو في الموت ، فقال : "كيف تجدك ؟" قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله ، وإني أخاف ذنوبي ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجو ، وآمنه مما يخاف ـــ والخوف والرجاء متلازمان ، فكل منهما يستلزم الآخر ، فكل خائف راج ، وكل راج خائف ـــ كما قال الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله : ولأجل هذا حسن وقوع الرجاء في موضع يحسن فيه وقوع الخوف ، ـــ قال تعالى : {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} نوح13 قال كثير من المفسرين المعنى : ما لكم لا تخافون الله عظمة ؟ قال : والرجاء بمعنى الخوف ، والتحقيق / أنه ملازم له ، فكل راج خائف من فوات مرجوه ، والخوف بلا رجاء يأس وقنوط ، وقال تعالى : – ( قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الجاثية14 قالوا في تفسيرها : لا يخافون وقائع الله بهم ، كوقائعه بمن قبلهم من الأمم [ انظر مدارج السالكين 2/51 ] وذانك الأمران مع أنهما متلازمان ، فهما ركنا محبة الرحمن – جل وعلا – وعلى ذلك مدار الإيمان ، قال الإمام ابن القيم : – وعلى حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء ، فكل محب راج خائف بالضرورة ، فهو أرجى ما يكون لحبيبه أحب ما يكون إليه ، وكذلك خوفه ، فإنه يخاف سقوطه من عينه ، وطرد محبوبه له ، وإبعاده ، واحتجابه عنه ، فخوفه أشد خوف ، ورجاؤه ذاتي للمحبة ، فإنه يرجوه قبل لقائه والوصول إليه ، فإذا لقيه ووصل إليه اشتد الرجاء له ، لما يحصل له به من حياة روحه ، ونعيم قلبه من ألطاف محبوبه ، وبرده وإقباله عليه ، ونظره إليه بعين الرضى ، وتأهيله في محبته وغير ذلك مما لا حياة للمحب ، ولا نعيم ولا فوز إلا بوصوله إليه من محبوبه ، فرجاؤه أعظم رجاء ، واجل وأتمه ، فتأمل هذا الموضع حق التأمل ، فإنه يطلعك على أسرار عظيمة من أسرار العبودية والمحبة فكل محبة فهو مصحوبة بالخوف والرجاء ، وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفه ورجاؤه ، لكن خوف المحب لا يصحبه وحشة ، بخلاف خوف المسيء ، ورجاء المحب لا يصحبه علة بخلاف رجاء الأجير وأين رجاء المحب من رجاء الأجير ؟ وبينهما كما بين حاليهما أ.هــ ـــ وعلى المحبة وركنيها يقوم الدين ، وإلى ذلك أشار الله تعالى في سورة الإسراء في وصف عباده المخلصين ، الذين تحققوا بمقامات الدين ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) الإسراء57 ، قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى : – ابتغاء الوسيلة إليه طلب القرب منه بالعبودية والمحبة ، فذكر مقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بناؤه ، الحب ، والخوف ، والرجاء [ انظر مدارج السالكين 2/42-43 ، ومثله في طريق الهجرتين صــ363 ) وإذا فرط الإنسان في بعض تلك المقامات ، وقع الهلاك والآفات ، ولذلك قرر سلفنا أهل العقول الزاكيات أن من عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد صديق ، ومن عبده بالحب فقط فهو شقي زنديق ، ومن عبده بالخوف فقط فهو حروري ، ومن عبده بالرجاء فقط فهو مرجئي كل من رجا خاف , وكل من خاف رجا كيــف لا أرجـــو الـذى لا **** يغفـــر الذنـب ســــواه جاء فى القرآن منصوصا **** وكل قــد رواه وهو أعـلى رتب المجـــد **** يغفر هو ما هـــو قصــــر المـدح عليـــــــه **** فأنظروا ذا المدح ماهو هـو حـق او محـــــــــــال **** أو صحيح أو سواه لا ومن لا يغفــــــر الذنب **** وأن جل ســـــــــواه أنــه للحــــــق صــــــدقا **** وصــدوق من رواه وسعيـــــد من تلقــــــــــا **** بصـــدق ورجـــــاه وظلــــــوم من يسميـــــه **** منى خاب منــــاه الأمانى رده الــــحـــــق **** أجتهـــادا هواه أو يرى اهــــــــــدى من **** القرآن هجا مارآه ويرى الباطــــــــــــل فى **** مفهومه مهما تلاه غـــير أن الله للعبـــــــــد **** بخــوف أبتــلاه لصـــلاح فيـه لايغنــــى **** عن الخوف سواه نحمد الله على الخــوف **** فمولانا قضـــــــاه من رجـا خاف من اللــه **** ومن خــاف رجــــاه ولذا أختص أولو العلــم **** ومن قد أصطفــــــاه بمــزيد الخـــــــــوف لله **** مع وعد رضــــــــاه لو رجا الكـافر أو خا ف **** وقــاه وكفـــــــــــاه ذا رجــــائى فيـــــه وألا **** رجـــاء زور لا أراه | |
|
malakwab ..:: أدارة المنتدى ::..
الجنس : مشاركاتى : 2962 نقودى : 5068 سمعتى : 14 عمرى : 25 التسجيل : 04/05/2012 العمل/الترفيه : مبرمج
| |