منتديات ابداع توداى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ابداع توداى - اكبر موقع عربى للبرامج والعاب الاونلاين وتطوير المنتديات واخبار العالم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
zerguit
..:: عضو ذهبى ::..
..:: عضو ذهبى	  ::..
zerguit


مشاركاتى : 450
نقودى : 1358
سمعتى : 3
التسجيل : 18/05/2015

الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  Empty
مُساهمةموضوع: الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن    الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  I_icon_minitimeالإثنين مايو 25, 2015 9:00 pm

علاج الكرب والهم والغم والحزن



أخرجا في " الصحيحين " من حديث ابن عباس ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند

الكَرْب: " لا إلهَ إلا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العَظِيمُ ، لا إلهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَواتِ

السَّبْع ، ورَبُّ الأرْض رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمُ " .


وفي " جامع الترمذيِّ " عن أنس ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، " كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ ،

قال: " يا حَيُّ يا قَيُّومُ برحمتِكَ أستغيثُ " .


وفيه عن أبي هُريرة: " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أهمَّهُ الأَمْرُ ، رفع طرفه إلى السماء

فقال: " سُبْحَانَ الله العظيمِ " ، وإذا اجتهد في الدعاء قال: " يا حَيُّ يا قَيُّومُ " .


وفي " سنن أبي داود " ، عن أبي بكر الصِّدِّيق ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دَعَواتُ

المكروبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرجُو ، فَلا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وأصْلِحْ لي شَأني كُلَّهُ ، لا إله إلا

أنْتَ " .

وفيها أيضاً عن أسماء بنت عُمَيس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أُعلِّمُكِ

كلماتٍ تقوليهِنَّ عِنْدَ الكَرْبِ أو في الكَرْبِ: " اللهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ به شيئاً " . وفي رواية أنها تُقال سبعَ

مرات .


وفي " مسند الإمام أحمد " عن ابن مسعود ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " ما أصابَ عبداً

هَمٌ ولا حُزْنٌ فقال: اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ، ابنُ عَبْدِكَ ، ابنُ أمتِكَ ، ناصِيَتي بيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌْ

فيَّ قضاؤكَ ، اسألُكَ بكل اسْمٍ هُوَ لكَ سَمَّيْتَ به نَفْسَكَ ، أو أنزلْتَه فِي كِتَابِكَ ، أوعَلَّمْتَهُ أحداً من خَلْقِك

، أو استأثَرْتَ به في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ: أن تَجْعَل القُرْآنَ العظيم رَبيعَ قَلْبِي ، ونُورَ صَدْري ، وجِلاءَ

حُزني ، وذَهَابَ هَمِّي ، إلا أذْهَبَ اللهُ حُزْنَه وهَمَّهُ ، وأبْدَلَهُ مكانَهُ فرحاً " .


وفي " الترمذيِّ " عن سعد بن أبي وَقَّاص ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " دعوةُ ذي

النُّون إذْ دَعَا رَبَّهُ وهو في بَطْنِ الحُوتِ: { لاَ إلهَ إلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ، لَمْ يَدْعُ

بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قَطُّ إلا اسْتُجِيبَ له " .


وفي رواية: " إنِّي لأعلمُ كِلْمَةً لا يقولُهَا مكْروبٌ إلا فرَّج الله عنه: كَلِمَةَ أخي يُونُس " .


وفي " سنن أبي داود " عن أبي سعيد الخدري ، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم

المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يُقالُ له: أبو أُمَامة ، فقال: " يا أبا أُمامة ، ما لي أرَاكَ في

المسجدِ في غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاةِ " ؟ فقال: هُمومٌ لَزِمَتْني ، وديونٌ يا رسولَ الله ، فقال: " ألا أُعَلِّمُكَ

كلاماً إذا أنت قُلْتَهُ أذهبَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ هَمَّكَ وقَضَى دَيْنَكَ " ؟ قال: قلتُ: بلى يا رسول الله ، قال: "

قُلْ إذا أصْبَحْتَ وَإذَا أمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ من الهَمِّ والحَزَنِ ، وأعوذُ بِكَ من العَجْزِ والكَسَلِ ،

وأعوذُ بِكَ من الجُبْنِ والبُخْلِ ، وأعُوذُ بِكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَال " ، قال: ففعلتُ ذلك ، فأذهب

الله عَزَّ وجَلَّ هَمِّي ، وقَضي عني دَيْنِي .


وفي " سنن أبي داود " ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن لَزِمَ

الاستغفارَ ، جَعَلَ اللهُ لَهُ من كلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، ومِن كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، ورزَقَهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِب "


وفي " المسند " : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَه أمرٌ ، فَزِعَ إلى الصَّلاة ، وقد قال

تعالى: { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالْصَّلاَة } وفي " السنن " : " عَلَيْكُم بالجِهَادِ ، فإنَّه بابٌ مِن أبوابِ

الجَنَّةِ ، يدفعُ اللهُ به عن النُّفُوسِ الهَمَّ والغَمَّ " .


ويُذكر عن ابن عباس ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " مَن كَثُرَتْ هُمُومُهُ وغُمُومُهُ ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ

قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ " .


وثبت في " الصحيحين " : أنها كَنزٌ من كنوز الجَنَّة .


وفي " الترمذي " : أنها بابٌ من أبواب الجَنَّة .


هذه الأدوية تتضمَّن خمسةَ عشرَ نوعاً من الدواء ، فإن لم تقو على إذهاب داءِ الهَمِّ والغَمِّ والحزن ،

فهو داءٌ قد استحكم ، وتمكنت أسبابه ،ويحتاج إلى استفراغ كُلِّي . .


الأول: توحيد الرُّبوبية .

الثاني: توحيد الإلهية .

الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي .

الرابع: تنزيه الرَّب تعالى عن أن يظلم عبده ، أو يأخذه بلا سبب من العبد يُوجب ذلك .

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم .

السادس: التوسُّل إلى الرَّب تعالى بأحبِّ الأشياء ، وهو أسماؤه وصفاته ، ومن أجمعها لمعاني

الأسماء والصفات: الحيُّ القَيُّوم .

السابع: الاستعانة به وحده .

الثامن: إقرار العبد له بالرجاء .

التاسع: تحقيقُ التوكلِ عليه ، والتفويضِ إليه ، والاعترافُ له بأنَّ ناصيتَه في يده ، يُصرِّفُه كيف

يشاء ، وأنه ماضٍ فيه حُكمُه ، عدلٌ فيه قضاؤه .

العاشر: أن يَرتَعَ قلبُه في رياض القرآن ، ويجعلَه لقلبه كالربيع للحيوان ، وأن يَسْتَضِيءَ به في

ظُلُماتِ الشُّبهات والشَّهوات ، وأن يَتسلَّى به عن كل فائت ، ويَتعزَّى به عن كل مصيبة ، ويَستشفِيَ

به من أدواء صدره ، فيكونُ جِلاءَ حُزْنِه ، وشفاءَ همِّه وغَمِّه .

الحادي عشر: الاستغفار .

الثاني عشر: التوبة .

الثالث عشر: الجهاد .

الرابع عشر: الصلاة .

الخامس عشر: البراءة من الحَوْل والقُوَّة وتفويضُهما إلى مَن هُما بيدِه .


بيان جهة تأثير هذه الأدوية في هذه الأمراض


خلق الله سبحانه ابن آدمَ وأعضاءَه ، وجعل لكل عُضو منها كمالاً إذا فقده أحسَّ بالألم ، وجعل لِمَلِكها

وهو القلب كمالاً ، إذا فقده ، حضرتْه أسقامُه وآلامُه من الهموم والغموم والأحزان .


فإذا فقدت العَيْنُ ما خُلِقَتْ له مِن قوة الإبصار ، وفقدت الأُذنُ ما خُلِقتْ له مِن قوة السَّمْع ، واللِّسَانُ

ما خُلِقَ له مِن قُوَّة الكلام ، فقدتْ كمالَها .


والقلبُ: خُلِقَ لمعرفةِ فاطره ومحبته وتوحيده والسرور به ، والابتهاج بحبه ، والرضى عنه ،

والتوكل عليه ، والحب فيه ، والبغض فيه ، والموالاة فيه ، والمعاداة فيه ، ودوام ذكره ، وأن يكون

أحبَّ إليه مِن كل ما سواه ، وأرْجَى عنده مِن كل ما سواه ، وأجَلَّ في قلبه مِن كل ما سواه ، ولا نعيمَ

له ولا سرورَ ولا لذَّةَ ، بل ولا حياة إلا بذلك ، وهذا له بمنزلة الغِذاء والصحة والحياة ، فإذا فَقَدَ

غذاءه وصحته وحياته ، فالهمومُ والغموم والأحزان مسارعةٌ مِن كل صَوْبٍ إليه ، ورهْنٌ مقيم عليه.


ومن أعظم أدوائه: الشِّركُ والذنوبُ والغفلةُ والاستهانةُ بِمَحابِّه ومَراضيه ، وتركُ التفويض إليه ،

وقِلَّةُ الاعتماد عليه ، والركونُ إلى ما سواهُ ، والسخطُ بمقدوره ، والشكُّ في وعده ووعيده .


وإذا تأملتَ أمراض القلب ، وجدتَ هذه الأُمور وأمثالها هي أسبابُها لا سببَ لها سِواها ، فدواؤه الذي

لا دواءَ له سواه ما تضمنتْهُ هذه العلاجات النبوية من الأُمور المضادة لهذه الأدواء ، فإنَّ المرضَ

يُزال بالضد ، والصِّحةُ تُحفظ بالمِثْل ، فصحتُه تُحفظ بهذه الأُمور النبوية ، وأمراضُه بأضدادها .


فالتوحيد . . يفتح للعبد بابَ الخير والسرور واللَّذة والفرح والابتهاج ، والتوبةُ استفراغٌ للأخلاط

والمواد الفاسدة التي هي سببُ أسقامه ، وحِميةٌ له من التخليط ، فهي تُغْلِق عنه بابَ الشرور ، فيُفتَح

له بابُ السعادة والخير بالتوحيد ، ويُغْلَق باب الشرور بالتوبة والاستغفار .


قال بعض المتقدمين من أئمة الطب: مَن أراد عافية الجسم ، فليقلِّلْ مِن الطعام والشراب ، ومَن أراد

عافية القلب ، فليترُكْ الآثام .


وقال ثابت بن قُرَّةَ: راحةُ الجسم في قِلَّة الطعام ، وراحةُ الرَّوح في قِلَّة الآثام ، وراحةُ اللِّسان في قِلَّة

الكلام . والذنوبُ للقلب ، بمنزلة السُّموم ، إن لم تُهلكْه أضعفتْه ، ولا بُدَّ ، وإذا ضعُفت قوته ، لم

يقدرْ على مقاومة الأمراض ، قال طبيبُ القلوب عبدُ الله ابن المُبارَك:


رَأَيْتُ الذنُوبَ تُمِيتُ الْقُلوبَ * وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُها


وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ * وَخَيرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا


فالهوى أكبرُ أدوائها ، ومخالفتُه أعظمُ أدويتها ، والنفس في الأصل خُلِقَتْ جاهلة ظالمة ، فهي لجهلِها

تظن شِفاءَها في اتباع هواها ، وإنما فيه تلفُها وعطَبُها ، ولظلمِها لا تقبل مِن الطبيب الناصح ، بل

تضَعُ الداء موضِعَ الدواء فتعتمده ، وتضعُ الدواء موضع الداء فتجتنبه ، فيتولَّدُ مِن بين إيثارِها للداء

، واجتنابِها للدواء أنواعٌ من الأسقام والعِلل التي تُعيِي الأطباء ، ويتعذَّرُ معها الشفاء . والمصيبةُ

العظمى ، أنها تُرَكِّبُ ذلك على القَدَر ، فتُبرِّىء نفسَها ، وتلومُ ربَّها بلسان الحال دائماً ، وَيقوَى اللَّومُ

حتى يُصرِّحَ به اللِّسان . وإذا وصل العليلُ إلى هذه الحال ، فلا يُطمَع في بُرئه إلا أن تتداركه رحمة

من ربه ، فيُحييه حياةً جديدة ، ويرزقُه طريقةً حميدة ، فلهذا كان حديث ابن عباس في دُعاء الكرب

مشتملاً على توحيد الإلهية والربوبية ، ووصف الرب سبحانه بالعظمة والحلم ، وهاتان الصفتان

مستلزمتان لكمال القُدرة والرحمة ، والإحسان والتجاوز ، ووصفِه بكمال ربوبيته للعالَم العُلويِّ

والسُّفليِّ ، والعرش الذي هو سقفُ المخلوقات وأعظمها . والرُّبوبية التامة تستلزِمُ توحيدَه ، وأنه

الذي لا تنبغي العبادةُ والحبُّ والخوفُ والرجاء والإجلال والطاعة إلا له . وعظمتُه المطلقة تستلزمُ

إثباتَ كل كمال له ، وسلبَ كل نقص وتمثيل عنه . وحِلمُه يستلزم كمال رحمته وإحسانه إلى خلقه .


فعِلْمُ القلب ومعرفتُه بذلك توجب محبته وإجلاله وتوحيدَه ، فيحصل له من الابتهاج واللَّذة والسرور ما

يدفع عنه ألم الكرب والهم والغم ، وأنت تجدُ المريض إذا ورد عليه ما يسرُّهُ ويُفرحه ، ويُقوِّي نفسه

، كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسِّى ، فحصولُ هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى .


ثم إذا قابلتَ بين ضيق الكرب وسعة هذه الأوصاف التي تضمَّنها دعاءُ الكرب ، وجدته في غاية

المناسبة لتفريج هذا الضيق ، وخروج القلب منه إلى سعَةِ البهجة والسرور ، وهذه الأُمورُ إنما

يُصدِّق بها مَن أشرقت فيه أنوارُها ،وباشر قلبُه حقائقَها .


وفي تأثير قوله: " يا حيُّ يا قَيُّومُ ، برحمتِك أستغيثُ " في دفع هذا الداء مناسبة بديعة ، فإنَّ صفة

الحياة متضمِّنةٌ لجميع صفات الكمال ، مستلزمة لها ، وصفة القَيُّومية متضمنة لجميع صفات الأفعال ،

ولهذا كان اسمُ الله الأعظمُ الذي إذا دُعيَ به أجاب ، وإذا سُئِلَ به أعطى: هو اسمُ الحَيّ القَيُّوم ،

والحياة التامة تُضاد جميعَ الأسقام والآلام ، ولهذا لَمَّا كَمُلَتْ حياة أهل الجَنَّة لم يلحقهم هَمٌ ولا غَمٌ ولا

حَزَنٌ ولا شيء من الآفات . ونقصانُ الحياة تضر بالأفعال ، وتنافي القيومية ، فكمالُ القيومية لكمال

الحياة ، فالحيُّ المطلق التام الحياة لا يفوتُه صِفة الكمال ألبتة ، والقَيُّوم لا يتعذَّرُ عليه فعلٌ ممكنٌ ألبتة

،فالتوسل بصفة الحياة والقَيُّومية له تأثيرٌ في إزالة ما يُضادُّ الحياة ، ويضُرُّ بالأفعال .


ونظير هذا توسلُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بربوبيته لجبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ أن يَهدِيَه

لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه ، فإنَّ حياة القلب بالهداية ، وقد وكَّل الله سبحانه هؤلاء الأملاك الثلاثة

بالحياة ، فجبريلُ موَّكلٌ بالوحي الذي هو حياةُ القلوب ، وميكائيل بالقَطْر الذي هو حياةُ الأبدان

والحيوان ، وإسرافيل بالنَّفْخ في الصُّور الذي هو سببُ حياةِ العالَم وعَودِ الأرواح إلى أجسادها ،

فالتوسل إليه سبحانه بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة ، له تأثير في حصول المطلوب .


والمقصود: أن لاسم الحيّ القَيُّوم تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات ، وكشف الكُربات .


وفي " السنن " و " صحيح أبي حاتم " مرفوعاً: " اسمُ اللهِ الأعْظَم في هاتَيْنِ الآيتين: { وَإلهُكُمْ

إلهٌ وَاحِدٌ ، لا إلهَ إلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } [ البقرة: 163 ] ، وفاتحةِ آلِ عمران: { آلم اللهُ لاَ

إلهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [ آل عمران: 1-2 ] ، قال الترمذيُّ: حديث صحيح


وفي " السنن " و " صحيح ابن حِبَّان " أيضاً: من حديث أنس أنَّ رجلاً دعا ، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي

أسألُكَ بأنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لا إلَهَ إلا أنتَ المنَّانُ ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، ياذا الجلال والإكرام ، يا حيُّ

يا قَيُّومُ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد دَعَا اللهَ باسمِهِ الأعْظَم الذي إذا دُعِيَ به أجابَ ،

وإذا سُئِلَ به أعْطَى " . ولهذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في الدعاء ، قال: " يَا حيُّ

يا قَيُّومُ " .


وفي قوله: " اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو ، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وأصْلِحْ لي شأني كُلَّهُ لا إلهَ إلاَّ

أنتَ " من تحقيق الرجاء لمن الخيرُ كُلُّهُ بيديه والاعتمادُ عليه وحده ، وتفويضُ الأمر إليه ،

والتضرع إليه ، أن يتولَّى إصلاح شأنه ، ولا يَكِلَه إلى نفسه ، والتوسُّل إليه بتوحيده مما له تأثيرٌ

قوي في دفع هذا الداء ، وكذلك قوله: " اللهُ ربِّي لا أُشْرِكُ بِه شَيْئاً " .


وأما حديث ابن مسعود: " اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ " ، ففيه من المعارف الإلهية ، وأسرارِ

العبودية ما لا يتَّسِعُ له كتاب ، فإنه يتضمَّن الاعترافَ بعبوديته وعبودية آبائه وأُمهاته ، وأنَّ ناصيته

بيده يُصرِّفها كيف يشاء ، فلا يملِك العبدُ دونه لنفسه نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياةً ، ولا نُشوراً

، لأنَّ مَن ناصيتُه بيد غيره ، فليس إليه شيءٌ من أمره ، بل هو عانٍ في قبضته ، ذليل تحت سلطان

قهرِه .


وقوله: " ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قضاؤكَ " متضمنٌ لأصلين عظيمين عليهما مدارُ التوحيد .


أحدهما: إثباتُ القَدَر ، وأنَّ أحكام الرَّبِّ تعالى نافذةٌ في عبده ماضيةٌ فيه ، لا انفكاكَ له عنها ، ولا

حِيلةَ له في دفعها .


والثاني: أنه سبحانه عدلٌ في هذه الأحكام ، غير ظالم لعبده ، بل لا يخرُج فيها عن موجب العدل

والإحسان ، فإنَّ الظلم سببه حاجةُ الظالم ، أو جهلُه ، أو سفهُه ، فيستحيلُ صدورهُ ممن هو بكل

شيء عليمٌ ، ومَن هو غنيٌ عن كل شيء ، وكلُّ شيء فقيرٌ إليه ، ومَنْ هو أحكم الحاكمين ، فلا

تخرُج ذَرَّةٌ مِن مقدوراته عن حِكمته وحمده ، كما لم تخرج عن قُدرته ومشيئته ، فحِكمته نافذة حيثُ

نفذتْ مشيئته وقُدرته ، ولهذا قال نبيُّ الله هودٌ صَلَّى الله على نبينا وعليه وسَلَّم ، وقد خَوَّفه قومُه

بآلهتهم: { إنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ ، فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ

إنِّي تَوَكَّلْتُ علَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [

هود: 54-57 ] ، أي مع كونه سبحانه آخذاً بنَواصي خلقه وتصريفهم كما يشاء ، فهو على

صراطٍ مستقيمٍ لا يتصرَّفُ فيهم إلا بالعدل والحكمة ، والإحسان والرحمة . فقوله: " ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ

" ، مطابقٌ لقوله: { مَا مِن دَابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } ، وقولُه: " عَدْلٌ فِيَّ قضاؤكَ " ، مطابقٌ

لقوله: { إنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ هود: 57 ] ، ثم توسَّلَ إلى رّبِّه بأسمائه التي سمَّى

بها نفسه ما عَلِمَ العبادُ منها وما لم يعلموا . ومنها: ما استأثره في علم الغيب عنده ، فلم يُطلع عليه

مَلَكاً مُقرَّباً ، ولا نبيّاً مرسلاً ، وهذه الوسيلةُ أعظمُ الوسائل ، وأحبُّها إلى الله ، وأقربُها تحصيلاً

للمطلوب . ثم سأله أن يجعلَ القرآن لِقلبه كالربيع الذي يرتَع فيه الحيوانُ ، وكذلك القرآنُ ربيعُ

القلوب ، وأن يجعلَه شفاءَ هَمِّه وغَمِّه ، فيكونُ له بمنزلة الدواء الذي يستأصِلُ الداء ، ويُعيدُ البدن

إلى صحته واعتداله ، وأن يجعله لحُزنه كالجِلاء الذي يجلو الطُّبوعَ والأصديةَ وغيرها ، فأحْرَى بهذا

العلاج إذا صدق العليل في استعماله أن يُزيلَ عنه داءه ، ويُعقبه شفاءً تاماً ، وصحةً وعافيةً . . والله

الموفق .


وأما دعوةُ ذي النون . . فإنَّ فيها من كمال التوحيد والتنزيه للربِّ تعالى ، واعترافِ العبد بظلمه

وذنبه ما هو من أبلغ أدويةِ الكَربِ والهَمِّ والغَمِّ ، وأبلغِ الوسائل إلى الله سبحانه في قضاء الحوائج ،

فإنَّ التوحيدَ والتنزيه يتضمنان إثبات كل كمال للهِ ، وسلبَ كُلِّ نقصٍ وعيب وتمثيل عنه . والاعترافُ

بالظلم يتضمَّن إيمانَ العبد بالشرع والثواب والعقاب ، ويُوجب انكسارَه ورجوعَه إلى الله ، واستقالته

عثرتَه ، والاعترافَ بعبوديته ، وافتقاره إلى ربه ، فههنا أربعةُ أُمور قد وقع التوسلُ بها: التوحيد

،والتنزيه ، والعبودية ، والاعتراف .


وأما حديث أبي أمامة: " اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ " ، فقد تضمَّن الاستعاذة من ثمانية

أشياء ، كُلُّ اثنين منها قَرينان مزدوجان ، فالهمُّ والحَزَنُ أَخوان ، والعجزُ والكسلُ أخوان ، والجُبنُ

والبُخلُ أَخوان ، وضَلَعُ الدَّيْن وغلبةُ الرجال أخوان ، فإنَّ المكروه المؤلم إذا ورد على القلب ، فإما أن

يكون سببهُ أمراً ماضياً ، فيُوجب له الحزن ، وإن كان أمراً متوقعاً في المستقبل ، أوجب الهم ،

وتخلفُ العبد عن مصالحه وتفويتها عليه ، إما أن يكون مِن عدم القُدرة وهو العجز ، أو من عدم

الإرادة وهو الكسل ، وحبسُ خيره ونفعه عن نفسه وعن بني جنسه ، إما أن يكونَ منعَ نفعه ببدنه ،

فهو الجُبن ، أو بماله ، فهو البخل ، وقهرُ النَّاس له إما بحق ، فهو ضَلَعُ الدَّيْن ، أو بباطل فهو غَلبَةُ

الرِّجال ، فقد تضمَّن الحديثُ الاستعاذة من كل شَرٍّ .


وأما تأثيرُ الاستغفار في دفع الهَّمِّ والغَمِّ والضِّيق ، فلِمَا اشترَكَ في العلم به أهلُ الملل وعقلاءُ كُلِّ أُمة

أنَّ المعاصيَ والفسادَ تُوجب الهَمَّ والغَمَّ ، والخوفَ والحُزن ، وضيقَ الصدر ، وأمراض القلب ، حتى

إنَّ أهلها إذا قضَوْا منها أوطارَهم ، وسئمتها نفوسُهم ، ارتكبوها دفعاً لما يَجِدُونه في صدورهم من

الضيق والهَمِّ والغَمِّ ، كما قال شيخُ الفسوق: وَكَأْسٍ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ * وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا


وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب ،فلا دواءَ لها إلا التوبةُ والاستغفار .


وأما الصَّلاةُ . . فشأنها في تفريح القلب وتقويته ، وشرحِه وابتهاجه ولذَّته أكبرُ شأن ، وفيها من

اتصالِ القلب والروح بالله ، وقربه والتنعم بذكره ، والابتهاجِ بمناجاته ، والوقوفِ بين يديه ،

واستعمالِ جميع البدن وقُواه وآلاته في عبوديته ، وإعطاء كل عضو حظَّه منها ، واشتغالهِ عن التعلُّق

بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم ، وانجذابِ قُوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ، وراحتِه من عدوِّه

حالةَ الصلاة ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرِّحات والأغذية التي لا تُلائم إلا القلوبَ الصحيحة .

وأمَّا القلوبُ العليلة ، فهي كالأبدان لا تُناسبها إلا الأغذية الفاضلة .


فالصلاةُ من أكبر العَوْن على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي

منهاةٌ عن الإثم ، ودافعةٌ لأدواء القلوب ، ومَطْرَدَةٌ للداءِ عن الجسد ، ومُنوِّرةٌ للقلب ، ومُبيِّضَةٌ للوجه

، ومُنشِّطةٌ للجوارح والنفس ، وجالِبةٌ للرزق ، ودافعةٌ للظلم ، وناصِرةٌ للمظلوم ، وقامِعةٌ لأخلاط

الشهوات ، وحافِظةٌ للنعمة ، ودافِعةٌ للنِّقمة ، ومُنزِلةٌ للرحمة ، وكاشِفة للغُمَّة ، ونافِعةٌ من كثير من

أوجاع البطن .


وقد روى ابن ماجه في " سننه " من حديث مجاهد ، عن أبي هريرة قال: رآني رسولُ الله صلى الله

عليه وسلم وأنا نائم أشكو مِن وجع بطني ، فقال لي: " يا أبا هُرَيْرَة ، أشِكَمَتْ دَرْدْ " ؟ قال: قلتُ:

نعم يا رسولَ الله ، قال: " قُمْ فَصَلِّ ، فإنَّ في الصَّلاةِ شِفَاءً " .



وقد رُوي هذا الحديثُ موقوفاً على أبي هُرَيرةَ ، وأنه هو الذي قال ذلك لمجاهد ، وهو أشبهُ . ومعنى

هذه اللفظةِ بالفارسي: أيوجعُكَ بطنُكَ ؟ فإن لم ينشرح صدرُ زنديق الأطباء بهذا العلاج ، فيُخاطَبُ

بصناعة الطب ، ويقالُ له: الصلاةُ رياضة النفس والبدن جميعاً ، إذ كانت تشتمِلُ على حركات

وأوضاع مختلفة مِن الانتصاب ، والركوع ، والسجود ، والتورُّك ، والانتقالات وغيرها من الأوضاع

التي يتحرَّك معها أكثرُ المفاصل ، وينغمِزُ معها أكثرُ الأعضاء الباطنة ، كالمَعِدَة ، والأمعاء ، وسائر

آلات النَّفَس ، والغذاء ، فما يُنكر أن يكونَ في هذه الحركات تقويةٌ وتحليلٌ للمواد ، ولا سِيَّما بواسطة

قوةِ النفس وانشراحِها في الصلاة ، فتقوى الطبيعة ، فيندفع الألم .


ولكن داء الزندقةِ والإعراض عما جاءت به الرُّسلُ ، والتَّعوُّضِ عنه بالإلحاد داءٌ ليس له دواء إلا نارٌ

تَلَظَّى لاَ يَصْلاَهَا إلاَّ الأشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى } .


وأمَّا تأثيرُ الجهادِ في دفع الهم والغم ، فأمرٌ معلوم بالوجدان ، فإنَّ النفس متى تركتْ صائِلَ الباطل

وصَوْلته واستيلاءَه ، اشتد همُّها وغمُّها ، وكربُها وخوفها ، فإذا جاهدته لله أبدل الله ذلك الهمَّ

والحُزْنَ فرحاً ونشاطاً وقوةً ، كما قال تعالى: { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ

وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } [ التوبة: 14-15 ] ، فلا شيءَ أذهبُ لجوَى

القلب وغَمِّه وهَمِّه وحُزنه من الجهاد . . والله المستعان .


وأمَّا تأثيرُ " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله " في دفع هذا الداءِ ، فلِما فيها من كمالِ التفويضِ ، والتبرِّي

من الحَوْل والقُوَّة إلا به ، وتسليمِ الأمر كله له ، وعدمِ منازعته في شيء منه ، وعموم ذلك لكلِّ

تحوُّلٍ من حَال إلى حال في العالَم العُلويِّ والسُّفليِّ ، والقوةِ على ذلك التحول ، وأنَّ ذلك كُلَّه باللهِ

وحدَه ، فلا يقوم لهذه الكلمة شيء .


وفي بعض الآثار: إنه ما ينزِلُ مَلَكٌ من السماء ، ولا يَصعَدُ إليها إلا ب " لاَ حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله "

، ولها تأثيرٌ عجيب في طرد الشيطان . . والله المستعان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
EsLaMMaMdOuH
..:: الاداره العليا ::..
..:: الاداره العليا ::..
EsLaMMaMdOuH


الجنس : ذكر
مشاركاتى : 323
نقودى : 33295
سمعتى : 5002
عمرى : 23
التسجيل : 16/04/2015
البلد البلد : www.3alm.co.vu

الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  Empty
مُساهمةموضوع: _da3m_8   الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  I_icon_minitimeالإثنين مايو 25, 2015 9:47 pm

موضوع رائع بوركت
الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  4
الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن  128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحل الأنسب لعلاج الكرب والهم والغم والحزن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابداع توداى :: الاقسام الاسلامية :: الاسلامي العام-
انتقل الى: