موضوع: تعرف على الفرق بين الغيبة والبهتان والشتم الإثنين مايو 25, 2015 8:50 pm
الفرق بين الغيبة والبهتان والشتم :
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا : لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتبتموه " فقالوا : يا رسول الله : إنما حدثنا بما فيه قال : " حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه " . والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " [ الأحزاب 58 ] . والبهت قد يكون غَيبة ، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : " وأصل البهت : أن يقال له الباطل في وجهه " . ونخلص إلى الفرق بين التعاريف الثلاثة بما يلي : الغيبة : ذكر مساوئ الإنسان التي فيه ، في غيبته . والبهتان : ذكر مساوئٍ للإنسان ليست فيه .
هناك عدة أسباب للغيبة ، يجب على كل مسلم عاقل أن يعيها ليجتنبها ، ويحذر خطورتها : 1- الغضب : فيحصل شفاء غيظ المغتاب بذكر مساوئ من يغتابه ، فربما غضب إنسان على آخر غضباً شديداً ، لا يسكن ولا يهدأ إلا بغيبة من أغضبه ، وهذا حرام لا يجوز ، فالغضب منهي عنه ، والغيبة منهي عنها ، فهذا جمع بين محرمين ، وقد قال الله تعالى : " قل موتوا بغيظكم إن عليم بذات الصدور " [ آل عمران 119 ] ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : " لَا تَغْضَبْ " ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ : " لَا تَغْضَبْ " [ أخرجه البخاري ] .
2- الحسد : وهذا هو الداء العضال ، والمرض البطال ، الذي يصعب علاجه في أزمنة ابتعد أهلها عن دينهم ، وراموا القبلية والعصبية ، ولم يرضوا بقضاء الله وقدره ، فالحسد يقود إلى الغيبة ، ويوقع في الكذب ، بحيث يجمع صاحبه بين الإضرار بنفسه ، والإضرار بالآخرين ، إما عن طريق الغيبة أو غيرها ، وقد جاء الشارع الكريم بتحريم الضرر عموماً ، ففي حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ " [ أخرجه ابن ماجة وأحمد ] . وكثير من الناس لا يتورع عن الحسد ، فربما حسد من يثني عليه الناس ويحبونه ويكرمونه ، فيريد زوال تلك النعمة عن المحسود ، فلا يجد سبيلاً إلى ذلك إلا بالقدح فيه ، فتراه يصطاد في المياه العكرة ، والأوحال الموبوءة ، والمستنقعات القذرة ، والحسد قد يكون مع الصديق المحسن ، والرفيق الموافق ، ومن تأمل واقع الناس اليوم علم صحة ذلك .
3- مجاملة الأقران والخلان ، وموافقة أهل المجالس : فربما تعرض الناس في مجلس ما لشخص بالغيبة ، والانتقاص منه ، والحط من مكانته ، فترى ذلك الشخص يشاركهم حديثهم ، ويقع في معصية الله تعالى ، ويتعدى حدوده سبحانه ، مجاملة لحديث الآخرين ، وهذا أمر محرم ، فالواجب في مثل تلك الحالات ، أن ينهى عن المنكر بكل استطاعته ، وإلا خرج من مجلس تدار فيه لحوم البشر النيئة ، قال تعالى : " فلا تقعدوا مهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً " [ النساء 140 ] . وربما تناول بعض الحاضرين أناساً يعرفونهم أو لا يعرفونهم بالغيبة مجاملة للقاعدين ، فيقع في الغيبة إرضاءً لأصدقائه ، خوفاً من أن يستثقلوه إذا نهاهم عن المنكر ، فيرضي الناس بسخط الله تعالى ، وقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " من أرضى الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس ، ومن أسخط الناس برضى الله ، رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس " .
4- الكبر والخيلاء والترفع على الناس : فربما رأى أحدهم في نفسه ما يعجبه ويميزه عن الآخرين ، فيتناول من هم أقل منه مرتبة أو منزلة في الدنيا ، فيغتابهم ويعيبهم ، وهذا حاصل وواقع اليوم ، فبعض المسؤولين والرؤساء ، يزدرون من تحتهم ، ويغتابونهم ويحتقرونهم ، فكان رفعة النفس لا تكون إلا بتنقيص الآخرين . وإذا رأيتهم مع من هو أكبر منهم منصباً ومنزلة في الدنيا ، وكأنهم نعام دست رؤوسها في التراب ، فسبحان الخالق الوهاب . ويدخل في هذا الصنف من يتعرض للآخرين بالانتقاص من أقدارهم ومكانتهم ، فيقول : هذا جاهل ، وذاك لم يعرف المقصود من المسألة ، أو ركيك العبارة في كلماته أو ما شابه ذلك ، مما يدل على فهمه ونقص الآخرين ، وهذه غيبة محرمة ، لأن فيها تعرضاً للغير بالإساءة .
5- الخوف من الغير : وذلك عندما يكون الغير شاهداً على شخص بأعمال قبيحة ، فيلجأ الطرف الأول إلى إلحاق التهم بالآخر فيغتابه ، حتى ينتقصه ويطعن فيه لتسقط شهادته ، ولا يصدقه الناس مع أنه صادق .
6- أن يبرئ المغتاب نفسه من شيء وينسبه إلى غيره ظلماً أو صدقاً : فيكون قد اغتاب غيره أو بهته حتى يمحو التهمة عن نفسه ، وربما ادعى أن شخصاً مشاركاً له في الفعل ، وهذا من الغيبة ، فمن حق الإنسان أن يبرئ نفسه بما نُسب إليه من غير أن يذكر أن أحداً كان معه ليمهد بذلك عذر نفسه في فعله .
7- الفكاهة : وهذه كثير ما تحدث في المجالس ، فيقع أحدهم في أشخاص وينسب إليهم كلاماً يجعلهم سخرية لغيرهم ، لا لشيء ، إلا لإضحاك القوم ، وقتل الوقت ، وهدر الزمن ، ولا ريب أن تلك غيبة معاقب قائلها وسامعها .
8- السخرية والاستهزاء . [ إحياء علوم الدين 3/190 بتصرف ] . قال تعالى : " ويل لكل همزة لمزة " [ الهمزة 1 ] . في هذه الآية الكريمة ، توعد الله تعالى الهماز اللماز ، وهو المغتاب بويل ، وويل هو ودا في جهنم بعيد قعره ، شديد حره ، وقيل أن معنى ويل : الخزي والعذاب والهلكة .
9- ضعف الوازع الإيماني : مما يجعل المرء يستطيل في أعراض الناس من غير روية ولا هوادة ، جاء في حديث عائشة في قصة الإفك قولها عن زينب بنت جحش أنها قالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، ما علمت إلا خيراً ، تقول عائشةً : " وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله فعصمها الله بالورع " [ أخرجه البخاري ومسلم ] . قال الفضل بن عياض: أشد الورع في اللسان . وروي مثله عن ابن المبارك . قال الفقيه السمرقندي : الورع الخالص أن يكف بصره عن الحرام ويكف لسانه عن الكذب والغيبة ، ويكف جميع أعضائه وجوارحه عن الحرام .
EsLaMMaMdOuH ..:: الاداره العليا ::..
الجنس : مشاركاتى : 323نقودى : 33295سمعتى : 5002عمرى : 23التسجيل : 16/04/2015 البلد : www.3alm.co.vu