{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35].
وسعيًا إلى المغفرة والأجر العظيم، فعلى المسلم أن يحرص على الأذكار التي ورد فيها جليل الثَّمرات والخير الكثير؛ وإن لـ(سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، ولا إله إلا الله)، فضائل شتَّى نذكر منها ما تيسَّر:
الفضيلة الأولى: أَحبُّ الكلام إلى الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ. لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ» (صحيح مسلم:2137).
الفضيلة الثالنية: تُذَكِّرُ بصاحبها حول العرش: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ، لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها. أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به» (صحيح ابن ماجة:3086).
الفضيلة الثالثة: عون من الله وتيسير: عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّم ابنتَهُ فاطمةُ رضيَ اللهُ عنها لمَّا جاءتْ تسألهُ الخادمَ أنْ تسبِّحَ عند النومِ ثلاثًا وثلاثينَ وتحمَدَ ثلاثًا وثلاثينَ وتكبِّرَ ثلاثًا وثلاثينَ، وإذا صلَّتِ الصبحَ تقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مراتٍ، وبعد صلاةِ المغربِ عشرَ مراتٍ (مسند الإمام أحمد:291).
الفضيلة الرابعة: غراس الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبرُ» (صحيح الترميذي:[3462] بإسناد حسن).
الفضيلة الخامسة: عشرون وعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ اصطفَى منَ الكلامِ أربعًا: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ، فمَن قالَ: سبحانَ اللَّهِ، كتبَ اللَّهُ لَهُ عشرينَ حسنةً، أو حطَّ عنهُ عشرينَ سيِّئةً، ومَن قالَ: اللَّهُ أَكْبرُ فَمِثْلُ ذلِكَ، ومَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَمِثْلُ ذلِكَ، ومَن قالَ: الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ، مِن قبلِ نفسِهِ، كُتِبَت لَهُ ثلاثونَ حسنةً، وحطَّ عنهُ ثلاثونَ سيِّئةً» (مسند أحمد:15/167).
الفضيلة السادسة: تنال بها ثواب صدقة: عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالوا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:"يا رسولَ اللهِ! ذهب أهلُ الدُّثورِ بالأجورِ، يُصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصومُ، ويتصدَّقون بفضولِ أموالهم." قال: «أو ليس قد جعل اللهُ لكم ما تَصدَّقون؟ إنَّ بكل تسبيحةٍ صدقةٌ، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وكل تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ... » الحديث... (صحيح مسلم:[1006]).
وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ، فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ» الحديث... (صحيح مسلم:[720]).
فانظر -يارعاك الله- كم من الفضائل والثمرات التي تحوزها عندما تقول هذه الكلمات. فكيف لو قلتَها في اليوم مئة مرَّة مثلًا أو أكثر من ذلك؟ فلا تحرم نفسك من هذا الخير العظيم وهذا الفضل الكبـير.
أسأل الله العليَّ القدير أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
islamway