استخدام السواك عند الوضوء :
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب» علقه البخاري في صحيحه (2/274) ووصله أحمد (6/47) والنسائي (1/50) وإسناده صحيح (الإرواء 1/105)
ولا يخفى أن نذكر ما قاله العلامة الصنعاني في سبل السلام (قال في البدر المنير: قد ذكر في السواك زيادة على مائة حديث ، فواعجبا ً لسنة تأتي فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس ، بل كثير من الفقهاء فهذه خيبة عظيمة ) ا.هـ
وقد ورد في الأحاديث الحث على السواك وشدة الترغيب فيه وحرص النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى في آخر لحظات حياته وهو في سكرات الموت .
وأما المواضع التي يتأكد بها السواك فهي ؛
عند الوضوء :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) رواه النسائي
عند الصـلاة وحتى صلاة الجنائز :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. «رواه البخاري (2/299) ومسلم (1/151)
عند الانتباه من النوم :
لحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك » رواه البخاري (1/98 ) ومسلم (1/220) ومعنى : يشوص فاه ، أي : يغسله ويدلكه .
عند تغير رائحة الفم:
وذلك عند تغير رائحة الفم سواء كان التغير بأكل ما له رائحة كريهة أو بسبب طول الجوع أو العطش أو طول السكوت أو غير ذلك : لأنه إذا كان السواك مطهرة للفم فإن مقتضى ذلك أن يتأكد السواك متى احتاج الفم إلى التطهير لحديث عائشة رضي الله عنها : « السواك مطهرة للفم مرضاة للرب »رواه النسائي وأحمد
عند قراءة القرآن :
عن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن » رواه ابن ماجه وقال السيوطي : حديث حسن وصححه الألباني ، صحيح الجامع الصغير
وعند دخول المنزل :
للالتقاء بالأهل والاجتماع بهم كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت : « كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك » رواه مسلم (1/220)
عند الغسل :
كان صلى الله عليه وسلم قبل أن يغتسل يتوضأ ويستخدم عليه الصلاة والسلام السواك عند وضوءه ويستحب لمن أحب أن يغتسل كغسل النبي صلى الله عليه وسلم أن يستاك.
عند دخول المسجد :
لأنه من تمام الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد ، قال تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ، ولما فيه من حضور الملائكة واجتماع المصلين .
عند الاحتضار :
قالت عائشة رضي الله عنها دخل علي عبد الرحمن ، وبيده السواك ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيته ينظر إليه ، وعرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه : أن نعم . فتناولته ، فاشتد عليه ، وقلت : ألينه لك ؟ فأشار برأسه : ( أن نعم ) . فلينته ، فأمره ، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء ، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ، يقول : « لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات » . ثم نصب يده ، فجعل يقول« اللهم في الرفيق الأعلى » . حتى قبض ومالت يده ومن هذا الحديث نستدل أن آخر عمل عمله النبي عليه الصلاة والسلام هو السواك لشدة حبه له. رواه البخاري في الجامع الصحيح -4449
وقد ذكر أهل العلم ومنهم فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله أن من فوائد السواك أنه يذكر الشهادة عند الموت.
يوم الجمعة :
قال صلى الله عليه وسلم (إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، و إن كان طيب فليمس منه ، وعليكم بالسواك )
الراوي: عبيد بن السباق و ابن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2258
في جميع الأوقات مثل النعاس أو كثرة الكلام :
لقوله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عباس (لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل على فيه قرآن أو وحي . لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلي فيه شيء) صحيح الترغيب 213، حديث حسن لغيره – حدثه الألباني
وقد قال ابن القيم في فوائد السواك :
يقول ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي ( وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم ، ويجلو البصر ، ويذهب بالحَفَر ويُصحّ المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات ومتى استعمل باعتدال ، جلي الأسنان ، وقوى العمود ، وأطلق اللسان ، وطيب النكهة ، ونقي الدماغ ، وشهي الطعام ، وأجود ما استعمل مبلولا ًبماء الورد)
وكل هذه الأحاديث وهذه الفوائد ثابتة في السواك ولا زال الكثير يُقصَّر في هذه السنة وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه (13/17) ( وينبغي أيضا ً أن يغسل السواك وينظفه ، لا كما يفعله كثير من الناس اليوم ، تجده يستاك بسواكه ولا يغسله ، فتبقى الأوساخ متراكمة في هذا السواك ، فلا يزيده التسوك إلا تلويثاً )