لماذا اختلفت الروايات في مكان الإسراء ولم تختلف في مكان المعراج؟
ليس هناك اختلاف في مكان الإسراء، لأن مكان الإسراء حددته الآية: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} الإسراء1
فأي خلاف هنا؟ لا يوجد خلاف بعد كتاب الله.
هناك خلاف في الأحداث التي رُويت في الإسراء، وسبب اختلاف الروايات: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يجتمعون جميعاً في موضع واحد ويستمعون من رسول الله، فكان صلى الله عليه وسلم يجلس إلى جماعة في موضع ويحكي لهم بعض مما رآه، ويجلس إلى جماعة أخرى في يوم آخر وفي موضع آخر ويحكي لهم شيئاً مما رآه، وكلٌ يحكي ما سمعه منه صلى الله عليه وسلم.
وليس هناك تعارض، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذاع لهؤلاء بعض ما رآه، وكشف للآخرين بعض ما رآه، فجملة الروايات سبع وستون رواية كلها مسندة على درجات، وكلهم متفقون على أن الإسراء بدايته من بيت الله الحرام، ونهايته المسجد الأقصى.
قد يظن البعض أن هناك خلاف في البداية، أن النبي كان نائماً في البيت الحرام في الحجر، أو أنه كان نائماً عند ابنة عمه أم هانيء بنت أبي طالب، وهذا كَله ليس إلا خلاف. المهم أن الرحلة بدأت من بيت الله الحرام إلى المسجد الأقصى، وليس هناك خلاف في المسجد الأقصى.
الخلاف في الروايات ليس خلاف، لكنه إضافة وإفادة، والروايات نجمعها كلها، وكلها تحكي قصة إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اضغط هنا لتحميل أو قراءة الكتاب مجاناً