ما لي أرى أناس إنشغلوا بالمظاهر في العبادة التي غالبا ماتكون مصحوبة بالرياء وربما كانت شاقة وربما فيها أذى للآخرين ،وتركوا أمورا سهلة في ديننا الحنيف قد تدرك بها المنازل العليا في الجنة إن كانت فيها إخلاص لله عز وجل . فبينما أنا جالس في المسجد رأيت أناس يتسابقون إلى الصف الأول من أجل كسب الأجر زيادة على بقية الصفوف. نعم إنه لأمر جميل أن نتسابق في الأجر في هذا الزمان الذي قل فيه المتسابقون إلى الخير . ولكن المشكل هو كيف نتسابق إلى الخير فالذي يريد أن يدرك الصف الأول لا يتخطى رقاب الناس ، وربما يضرب أحد المصلين بقدمه ولا يطلب منه السماح ، كما لا حظت الكثير منهم يقطع صلاة المسلم و أنتم تدركون إثم من مشى بين يدي المصلي ،و في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه، فإن أبى، فليقاتله؛ فإن معه القرين" (رواه مسلم) ،كما وجدت أكثرهم لا يحترمون المسجد فتجدونهم يرفعون أصواتهم ويضحكون بصوت مرتفع أما عن البدع في الصلاة و أثنا ئها وبعدها فحدث ولا حرج وإذا رأيت أبنائهم فتلك الطامة الكبرى ....؟ ! أما عن أمور صغيرة قد تدرك بها الجنة فالله تعالى أعلم بها فنذكر ما جاء من أحاديث فنجد أحدا دخل الجنة من أجل يتيم و الآخر ليس في قلبه غل للمسلمين و الأخرى سقت كلبا فدخلت الجنة و الآخر ذكر الله خاليا ففاضت عيناه و الىخر من أجل بر والديه والصدقة والكلمة الطيبة و المعاملة الحسنة ومجمل كل هذا نختصره في كلمتين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال : " التقوى وحسن الخلق "يقول الله سبحانه وتعالى في حديثٍ قدسي:
((ليس كل مصلٍ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممَّن تواضع لعظمتي، وكفَّ شهواته عن محارمي، ولم يصرَّ على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العُريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجه لأضوءُ عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلما والظلمة نورا، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، ويقسم عليَّ فأبرُّه، أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ولا يتغير حالها ))- ملا حظة يقولون أن هذا الحديث ضعيف- و الله أعلم