هذه السورة الكريمة
اسمها الفاتحة ( فهي فاتحة القرآن)
وهي فاتحة كل خير ومن حِكم قرائتها في
كل ركعة هي المعاني المتضمنة في هذه
السورة .
قال الحَسنِ البصري : أنزل الله سُبحانه
أربعة كتب، التَّوراة والإنجيل والزَّبور
والقرآن، وجمع الأربعة في القرآن،
وجَمع القرآن في المفصَّل، وجَمع المفصَّل
في الفاتحةِ وجمع عِلم الفاتحةِ في:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }ٍٍ
فمن تأمل سورة الفاتحة وجدها متضمنة
لكل خير .
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
// ما أنزل اللهُ تبارك وتعالى في
التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ مثل أمّ القرآن
وهي السَّبعُ المثاني //،
.أخرجه النسائيُّ بسند صحيح.
وأيضاً َ
هذه السُّورة مختصَّةٌ بمُناجاةِ الله
تعالى، ولهذا اختصَّت الصَّلاةُ بها، فإنَّ
المصلِّي يُناجي رَبَّه، وإنَّما يُناجي العبدُ
رَبَّه بأفضلِ الكلامِ وأشرفِه، وهي مقسومةٌ
بينَ العبدِ والرَّبِ نصفين، فنصفُها الأوَّل
ثناءٌ للرَّبِّ عزَّ وجلَّ، والرَّبُّ تعالى يَسمَعُ
مُنَاجَاة العَبدِ له، ويردُّ على المناجِي
جوابَه ويسمعُ دعاءَ العبدِ بعدَ الثناءِ
ويُجيْبُه إلى سؤالِه،ولو شئنا أن نحصي
معاني وأسرار سورة الفاتحة لاحتاج
الأمر إلى صفحات ولكن يكفي من القلادة
ما أحاط بالعنق
بالله عليكم بعد كل هذه المعاني
والأسرار في هذه السورة التي هي أعظم
سورة في القرآن ألا تستحق أن تقرأ في
كل ركعة
وخاصة إذا تذوق العبد معانيها ولذه
مناجاة الله بها
ونختم بهذا الخطاب بين العبد وربه
كما ثبت في صحيح مسلم :
عن أبي هريرة :
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قال:
من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن
فهي خداج ثلاثا غير تمام، فقيل لأبي
هريرة إنا نكون وراء الأمام؟
فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
قال الله تعالى قسمت الصلاة بين وبين
عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال
العبد الحمد لله رب العالمين قال الله
تعالى حمدني عبدي وإذا قال الرحمن
الرحيم قال الله تعالى أثنى علي عبدي
وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني
عبدي ( وقال مرة فوض إلى عبدي ) فإذا
قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا
بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا
قال اهدنا الصراط المستقيم صراط
الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم
ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما
سأل
منقول