شاب في العشرين يحب فتاة ويريدها أن تكون زوجة له, فسألها ذلك فقبلت بشرط أن يشتري لها خاتما من ألماس , فباع ذلك الشاب كل ممتلكاته ليشتري الشرط وهو يتمثل في الخاتم, يذهب ذلك الشاب كل يوم إلى البحر ويصطاد الأسماك ويعود بها لبيعها في السوق, فأخذ يجمع المال يوما بعد يوم إلى أن جمع المال كله أي مايكفيه لشراء الخاتم الخاص بحبيبته, ليس بالشىء الكثير مجرد خاتم فقط, خاتم من ألماس إنها تستحق أكثر من ذلك, المهم اشترى الشاب الخاتم وهو فرح فرحا كبيرا وينتظر اليوم الذي يتزوج فيه, ذهب الشاب إلى دار حبيبته وقبل أن يصل إليها وفي الطريق قرر أن يذهب إلى البحر ليتأمل قليلا في منظر البحر وبعدها يذهب إلى بيت الفتاة, وصل الشاب إلى البحر ووقف على الشاطىء يتأمل في المناظر الخلابة , وبعدها أخرج الخاتم من جيبه وبدأ ينظر إليه ويتفحصه فإذا بالخاتم يسقط من يده, فهمَ أن يلتقطه فإذا بسمكة كبيرة تخرج من البحر وتلتهم الخاتم في رمشة من العين وتعود إلى البحر مسرعة, والشاب المسكين أخذ بالصراخ والبكاء , وبعدها ذهب إلى بيت الفتاة وأخبرها بالقصة فلم تصدقه وقالت له: أنت لا تحبني بصدق, ولن أقبل بك, اذهب عني, فذهب ذلك الشاب يبكي ويتحسر, وأصبح كل يوم يذهب إلى البحر ليصطاد السمك وأيضا ينتظر تلك السمكة الكبيرة لعلها تظهر مرة أخرى فيمسكها ويخرج منها الخاتم , ويعود إلى حبيبته ويتزوجها, لكن تلك السمكة لم تظهر أبدا, والشاب كل يوم يذهب إلى هناك حتى كبر الشاب وصار في الأربعين من عمره, ولم ينس السمكة الكبيرة حتى أنه يتذكر لونها وشكلها , وفي يوم من الأيام ذهب إلى البحر كعادته ليصطاد السمك فإذا بالسمكة الكبيرة تظهر فجأة, إنها السمكة التي أكلت له الخاتم, أكلت حياته, أكلت مستقبله, أكلت كل شىء يملكه,سبحان الله,
بعد كل هذه السنين تظهر مرة أخرى, سبحان الله, إنها معجزة, اندهش الرجل وتحير وأمسكها وهو مذهول, أمسكها الرجل ونظر إليها ونظر وهو فرح فرحا شديدا , أنت السمكة التي أكلت خاتمي أليس كذلك, نظر إليها بصمت شديد وبعد ذلك ذهب إلى حقيبته وأخرج علبة الملح, فملح السمكة جيدا وشواها وأكلها, ورجع إلى منزله ليرتاح, فقد كان يوما شاقا.