أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن الطفيل القيسي
(506/1110- 580/1185)
فيلسوف إسلامي طبيب وعالم أديب، صاحب الأراء والنظريات الصائبة في الطب والفلسفة.
عربي أصيل ينتمي إلى قيس بن عيلان، ولد أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد المشهور بابن الطفيل في وادي آش إلى الشمال الشرقي لغرناطة.
قرأ العلم على جماعة من أهل الحكمة ودرس الطب في غرناطة ومارسه بها،
التحق بحاكم سبته وطنجه عبد المؤمن، ثم اتصل بأبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين الثالث وصاحب المغرب وصار طبيبه ووزيره، وكان أبو يعقوب على دراية واسعة بالمسائل الفلسفيّة، فقيهاً حافظاً يميل إلى الحكمة والفلسفة.
وعاصر ابن الطفيل الفيلسوف ابن رشد وكانت بينهما صداقة، وهو الذي قدّمه للأمير، وكانت بينهما مراجعات ومباحث في "رسم الدواء" جمعها ابن رشد في كتابه "الكليات".
وضع كتابين في الطب هما (محادثان عن الأدوية) و(أرجوزة في الطب) نحو 7700 بيت و(أسرار الحكمة الإشراقية) وضع فيه أسس الأفلاطونيّة الجديدة في صورتها الإسلاميّة، وله رسالتان في الأدوية.
وبدت روحه العلمية وأراءه الفلسفية في قصّة (حي بن يقظان) التي عانق فيها المؤّلف بين اللغة والعلم والفلسفة، وبحث فيها عن الإنسان الناشئ بمعزل عن الحياة الاجتماعيّة، وهناك كتابان بهذا الإسم الأوّل: لابن سينا، والثاني: للسهروردي المقتول، والكتاب عبارة عن رموز غامضة صعبة التناول، وفيه بلاغة تامة أشار فيها إلى حديث النفس وما يتعلق بها على اصطلاح الحكماء، وكانت غايته بيان الاتفاق بين الدين والفلسفة.
وكان ابن الطفيل شاعراً مفلّقاً وقد ظهرت براعته الشعريّة في أرجوزته في الطب، واشتهرت قصيدته البائيّة الرائعة التي يحرض بها المسلمين على الجهاد في الحملة التي أعدها أبو يعقوب يوسف أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس وفيها يقول:
أقيموا صدور الخيل نحو المغارب لغزو الأعادي واقتناء الرغائب
وأذكوا المذاكي العاديات على العدا فقد عرضت للحرب جرد السلاهب
فلا تقتنى الآمال إلا مـن القنا ولا تكتب العليا بغير الكتائب
ومنها قوله:
ألا فابعثوها همة عربية تحف بأطراف القنا والقواضب
وقوموا لنصر الدين قومة ثائر وفيؤوا إلى التحقيق فيأة راغب
دعوناكم نبغي خلاص جميعكم دعاءً بريئاً من جميع الشوائب
بكم نصر الإسلام بـدءا, فنصره عليكم, وهذا عوده جد واجب
فقوموا بما قامت أوائلكـم به ولا تغفلوا إحياء تلك المواهب
وكانت له آراء مبتكرة في علم الفلك، وحركة الأجرام السماويّة، وذكر تلميذه أبو إسحق البطروجي أن ابن طفيل أوجد نظاماً فلكياً ومبادئ لحركاته، غير تلك المبادئ التي وضعها بطليموس.
توفي بمراكش في عهد السلطان أبي يوسف يعقوب، وحضر الخليفة جنازته.
___________________________________________________________
(1) عن نظرات في طب ابن الطفيل الأندلسي د. أحمد شوكت الشطي. (2) معجم المؤلفين ج 10 ج 10 ص 259 عمر رضا كحالة.