بعد الغياب الطويل تأتي العودة، و غالبا ما تكون محملة بالكثير من الأسرار و الخفايا، و أول ما يطرح ببالنا من اسئلة بعد غياب من نرى، أين غبت طوال هذه المدة؟ يا ترى ما سر غيابك الطويل؟ لعلك وجدت عملا؟!! لعلك الآن من أغنياء البلد!!؟ هي اخبرنا،... في حين نجد أن العائد لا يشغل باله سوى التأمل، تأمل كل الأركان التي هجرها منذ مدة، و التي ليست بالهينة عليه خاصة إن كانت تلك الأركان شهدت ولادته و ولادة حروفه...
و في مجمل الأمر، تبقى كلمة عودة ككلمة تربكنا، لمجرد النطق بها، فمجرد اتخاذ القرار بالعودة نرتبك، و تطرح في ذهننا أسئلة جمة لا و لن ندرك أجوبتها إلا إذا عدنا، فنقول هل سيستقبلوننا؟ هل سيتقبلوننا؟ و إن فعلوا كيف ستكون ردة فعلهم؟ هل سيفرحون لذلك أم لا؟؟ هل هم أيضا يحملون في ثكنات قلبهم ما يريدون حكيه عند عودتنا كما نحمل لهم؟ أم لا؟ و إن كانت الحال كذلك فهل هي أخبار مفرحة؟ أم منذ مغادرتنا لم يوجد لديهم سوى ما يحزننا؟...
و في واقع الأمر هذا ما يربكنا من العودة فنحتار و يتملكنا شعور بالصمت و عدم الكلام كأن جسما آخر قد تلبسنا، و لكن ما يثير سخرية القدر أن العودة أمر مفروغ منه و لا مجال للجدال أو النقاش بخصوصه، فالعودة هي القدر المحتوم، بالرغم ما يشوبنا من حيرة و ارتباك، و مهما طالت مدة اتخاذنا القرار او قصرت تبق العودة شر لابد منه و ربما خير نريده و بشدة...
ها قد عدت إليكم الآن بعد غيابي الطويل أتمنى أن أجد قرائي الذين استأنست لوجودهم و رافقوني منذ ان دخلت المنتدى إشتقت إليكم أحبتي و انتظروا جديدي ففي جعبتي الكثير لأرويه و أخطه على صفحاتكم...