المجرم المختبئ
عادت مع زوجها بعد غياب شهر كامل الى منزلهما لقضاء عطلة أسبوع
فقد ملت من هدوء و صمت الجبال و الأكثر من برده القارس و أول شيئ
فكرت في القيام به هو اخد حمام ساخن ، هذا ما لم تتمكن من فعله هناك
في أعالي الجبال بسبب قسوة البرد الشديد
و بينما كانت تستحم سمعت طرقات خفيفة على باب الحمام
فقالت للطارق : يا حبيبي سأخرج بعد خمس دقائق فقد أشرفت على الانتهاء
لكن لم يرد عليها زوجها و عم صمت غير متوقع
و رغم ذلك لم تبالي و اكملت حمامها و خرجت ثم صعدت الى الطابق العلوي حيث وجدت زوجها
يشرب فنجان قهوة و هو يتفرج على قناة اخبارية فقالت له
: لماذا لم ترد علي لما طرقت باب الحمام؟؟
فرد عليها مستغربا:
هل تمزحين؟ انا لم انزل حتى الى الطبق السفلي و بقيت حيث تركتيني..
فاستغربت و ظنت بانها فقط تهيأت لا غير بسبب تعب السفر.
جاء الليل الذي كانت تكرهه بسبب كثرة الكوابيس التي تقض مضجعها
و بما ان ليل الشتاء طويل فانها كانت تفضل ان تنام الى وقت متأخر من الليل
فكانت تقضي وقتها أمام جهاز الحاسوب تبحث عن أفلام الرعب و أفلام الأشباح
لتتفرج عليها بشغف كبير فقد كان اهتمامها كبير بهذه النوعية من الأفلام
و كان يقول لها زوجها : انك تشتكين من كثرة الكوابيس و مع ذلك تستمرين في
مشاهدة تلك الأفلام ...انا شخصيا لمجرد ان اسمع تلك الموسيقى المرعبة يخفق قلبي بسرعة..
فتضحك و تقول : ان عشقي لأفلام الرعب لا حدود له لكن لا احب افلام الجرائم و الدماء
و تلك التي تقدم مشاهد رهيبة لضحيا ممزقة لا لا اني احب افلام البيوت المسكونة و المنعزلة...
دقت الساعة الحادية عشر ليلا و طلب منها زوجها اغلاق الحاسوب و الخلود
للنوم لأن كثرة السهر مضر بالصحة و فعلا أغلقت حاسوبها المحمول بالرغم من
انها لم تتمكن من مشاهدة الفيلم كاملا بسبب الانقطاع المستمر في شبكة الانترنيت.
و اطفأت الأنوار... كانت تفتح عينها وسط الظلام و تغلقهما بسرعة خوفا من ان ترى شبحا أو ظلا يتحرك...
و اي صوت كانت تسمعه تهتز له لكن بعد نصف ساعة نامت و لم تستيقظ الا على آذان صلاة الفجر فاستيقظت و سخنت الماء لتتوضأ
ليوم كانت الرياح قوية في الخارج و كانت تحرك النوافد المفتوحة و تضرب بها
بينما كانت تتوضأ سمعت باب الطبق السفلي يغلق و يفتح بقوة
: الرياح هي السبب بعد الوضوء سأنزل لأغلقها...
هذا ما قالته لكن بعد ثوان سمعت خطوات ثقيلة لشخص ما يصعد من الطبق السفلي..
.صوت رهيب يقترب و يقترب و يردده الصدى...
"من ترى يكون؟؟ لقد تركت زوجي نائما في الغرفة و لا أحد غيرنا في البيت..."
و قبل ان تفعل اي شيئ خرجت مسرعة من الحمام
و جلست بجانب زوجها في خوف و ترقب ...لم تستطع اخباره ببما سمعت فلن يصدقها....
وسيقول لها بانها تتوهم بسبب الكوابيس التي تدمن عليها....
لم يظهر أحد فقد انقطع الصوت و اختفى فجأة
حينها أيقظت زوجها لصلاة الفجر ...
و كل مرة كانت تطل على السلم الذي يؤدي الى الطبق السفلي و لما جاء الصباح
نزلت بنفسها و فتشفت في كل مكان و لم تجد أحدا......