انسداد
يستفيق على أصوات مزعجة تنتشر في بطنه و أمعائه ، و الدوخة تعصف برأسه بعد ليلة نوم بئيسة ، ينظر إلى نفسه في المرآة ليجد وجها محنطا ينضح بالألم. البارحة أكد له صديقه بجدية أنه بحاجة لعيادة الطبيب ، فقال ناصحا :
لا حل أمامك سوى الطبيب ، لو بقيت طويلا هكذا ستموت بعد عذاب يهد الجبال .
يقول بحدة :
أنا رجل ، و الطبيب رجل أيضا ، لا يمكن لكرامتي أن تنحني أمامه بسهولة .
يشرب من المستحضر الذي وصفه له أحد أصدقائه ، يكابد مرارة الدواء في حلقه و يتجه مسرعا إلى المرحاض .
تمر الدقائق و هو يدفع بقوة ما استطاع .
إنه يحاول و رغم جدية محاولته لا يجد إلا دماء تتطاير كالمطر .
يخرج و هو يتمتم بغضب و ألم ،و قد أدرك أنه على هذه الحال منذ عشرة أيام.
ها هو مرة في إثر مرة يخفق في إخراج ما تصلب في أمعائه ، و مع القلق و الخوف و مرور الوقت تتحول معاناته إلى بواسير دامية ، و يتحول المشي عنده إلى عذاب و النوم إلى عذاب و الراحة إلى عذاب ، يجلس بصعوبة على الأريكة و يفتح الهاتف لمخابرة صديقه، قال حائرا:
سأصاب بالجنون .
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
قال له صديقه مرة أخرى :
يجب أن يراك الطبيب ، ألا ترى أنك توغل في العذاب ليلة بعد ليلة و أن جسدك صار كتلة من العذاب تمشي على قدمين ؟
قال متحججا :
كرامتي يا رجل ، كرامتي ......... لا يمكن للطبيب أن يفحصني بيديه و هو ينظر إلي و أنا في وضعية مزرية
فرد عليه من توه :
لا يريد الطبيب لك إلا الشفاء . و إن كنت تريد الاستمرار على هذه الحال فلك ما شئت . أستميحك في الذهاب .
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
رن هاتفه في الصباح الباكر فسمع صوتا متكسرا يقول بلهجة متوسلة :
تعال لتقلني إلى الطبيب ........ لم أعد أحتمل
- - - - - تمت - - - - - -
لكل من يكتم مرضه خوفا أو حياء أو جهلا .
أخوكم أمين ولد سعيدَ