كانت تعلم أن هناك شيء ما يحدث.. شيء ما تغير ..!
قلبها منقبض.. تشعر أنه سيحدث أمر ما ، شيء سيئ سيئ للغاية !
بدأت تسير جيئة وذهابا في القبو والقلق ينهش قلبها .
" تبا لهذا الشعور المؤلم إنه نفسه الذي انتابني قبل أن أسمع بخبر وفاة أمي ورحيلها للأبد "
تمتمت غالية بينها وبين نفسها قبل أن تسمع صوت الباب يفتح لتهرع إليه .. وقفت في منتصف الممشى ..تنفست الصعداء
وهي تلمح زوجها معافى برفقة ابنهما الذي لم يتجاوز العاشرة . سار الصغير نحوها ليرتمي بين أحضانها .
داعبته قبل أن يشير له والده بالصعود لغرفته !
نظرت إليه باستغراب وتساؤل فهو لم يسلم عليها حتى ! ليست عادته !
أمسكها من يدها وسحبها لغرفتهما دون أن ينطق بكلمة .. طلب منها الجلوس قبل أن تقول: خير ؟
لقد كنت قلقة طوال النهار لأنك لا ترد على اتصالاتي ؟ والآن تتصرف بغرابة ، ماذا جرى لك ؟ هل انت بخير؟
تعاني من مشكلة ما في عملك؟ صحتك ؟؟ اقتربت منه بهدوء لتمسك وجهه بين راحتيها : أخبرني حبيبي ماذا بك؟
أمسك بكلتا يديها قبلهما وتساقطت دموعه .. اشتعلت نيران القلق أكثر بجوفها حاولت أن تقول شيئا لكنه قاطعها:
هل تذكرين ماذا قلتِ لي يوم عقدنا القران وماذا كان شرطكِ قبل أن توافقي على الإرتباط بي؟
.. قاطعها مرة أخرى قبل أن تنطق بحرف..
قلتِ : إذا انتهى يوما حبك لي وتوقف أخبرني بذلك وصارحني لنوفر على بعضنا جمرات العذاب ! ويومها..
قاطعته غالية : يومها ضحكتَ وأخبرتني أن حبك لي لن ينتهي أبدا ولن يموت ...
وأكمل هشام : ومع ذلك طلبتِ مني أن أعدكِ وفعلت .. واليوم جئت أخبركِ أنـ ...
قاطعته وهي تحاول أن تتنفس لتبقى هادئة : من هي ؟
هشام : لا ذنب لكِ انت لم تقصري في شيئ أنا..
غالية : من هي ؟
هشام : لبنى .. أخت صديقي أمجد موظفة بشركتي ..
غالية : ما المطلوب؟
هشام : سننفصل لا تقلقي هذا البيت سيكون لكِ والسيارة وكل شيئ لن يتغير شيء .. أنا سأبحث عن منزل آخر لأقيم فيه.
غالية وهي تسحب تلك الدموع التي تحاول ان تخترق عينيها رغما عنها : عرضك مغري يا هشام يستحق التفكير ..